كورتوا يعقد محادثات حاسمة مع قادة المنتخب البلجيكي بعد عودته المثيرة للجدل
عودة كورتوا تثير الجدل في المنتخب البلجيكي
شهد المنتخب البلجيكي تطورًا دراماتيكيًا بعد الإعلان عن عودة تيبو كورتوا إلى قائمة الفريق، وهو القرار الذي أثار انقسامات بين اللاعبين والجماهير على حد سواء.
وكان الحارس البالغ من العمر 32 عامًا قد غاب عن صفوف “الشياطين الحمر” لما يقرب من عامين بسبب خلاف مع المدرب السابق دومينيكو تيديسكو في يونيو 2023 بشأن شارة القيادة.
غياب كورتوا عن المنتخب خلال بطولة أوروبا الأخيرة جاء بعد أن أعلن صراحة عدم رغبته في تمثيل بلجيكا مجددًا تحت قيادة تيديسكو، إلا أن إقالة الأخير وتعيين رودي جارسيا مدربًا جديدًا في يناير 2025، فتح الباب أمام عودته إلى الفريق الوطني.
كاستيلس يعترض ويقرر الاعتزال دوليًا
إدراج كورتوا في القائمة الأولى التي أعلن عنها المدرب جارسيا يوم الجمعة لم يمر مرور الكرام، حيث أبدى الحارس كوون كاستيلس استياءه الشديد من القرار. كاستيلس، الذي كان الحارس الأساسي للمنتخب البلجيكي خلال غياب كورتوا، اعتبر أن عودة حارس ريال مدريد تمت دون مراعاة لمعايير العدالة داخل الفريق، ما دفعه إلى إعلان اعتزاله اللعب الدولي احتجاجًا.
وفي تصريحات إعلامية، قال كاستيلس:“من الغريب أن يقوم الاتحاد البلجيكي بتغيير موقفه تمامًا والترحيب بكورتوا مجددًا بعد أن رفض تمثيل المنتخب. الأمر لا يتعلق بشخص كورتوا بقدر ما يتعلق بقيم الرياضة والعمل الجماعي”.
اجتماع حاسم بين كورتوا وقادة المنتخب
أمام هذه الأزمة، عقد كورتوا اجتماعًا مع المدرب غارسيا وبعض القادة البارزين في الفريق، من بينهم كيفن دي بروين، روميلو لوكاكو، ويوري تيليمانس، لمناقشة تداعيات عودته ومحاولة توضيح موقفه.
في مؤتمر صحفي قبل انطلاق تصفيات كأس العالم، كشف كورتوا عن تفاصيل اجتماعه بزملائه قائلًا:“عقدنا اجتماعًا مع المدرب بعد وصولي، ثم جلسنا مع القادة بعد العشاء لمناقشة الأمور. كانت هناك الكثير من المعلومات المغلوطة وسوء الفهم، وتمكنت أخيرًا من شرح موقفي والإجابة على تساؤلات زملائي”.
أما تيليمانس، فقد أكد على ضرورة تجاوز هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن تصريحات كاستيلس لم تكن ضرورية في هذا التوقيت، حيث قال:“لم نكن بحاجة إلى هذه الضجة الإعلامية في هذا الظرف. الأهم هو أن كورتوا أوضح موقفه للجميع وأبدى استعداده للعودة بروح جديدة”.
كورتوا يسعى لاستعادة دعم الجماهير
رغم تجاوز الخلافات الداخلية، يواجه كورتوا تحديًا آخر يتمثل في استعادة ثقة الجماهير البلجيكية، التي لم تنسَ انسحابه السابق من المنتخب. وفي تصريحاته، أبدى كورتوا أسفه لما حدث مؤكدًا أن الأداء على أرض الملعب سيكون وسيلته الوحيدة لاستعادة ثقة المشجعين.
“لا يمكنني تغيير الرأي العام بمجرد الكلمات. كل ما يمكنني فعله هو تقديم أداء جيد في المباريات لإعادة بناء العلاقة مع الجماهير، والتي كانت دائمًا جيدة في الماضي”.
جارسيا: صفحة جديدة دون النظر إلى الماضي
من جانبه، أكد المدرب رودي جارسيا أنه يسعى إلى فتح صفحة جديدة مع المنتخب دون التركيز على الخلافات السابقة، حيث قال:
“نحن نبدأ من الصفر. تحدثت مع القادة حول ما حدث، لكن لن نقضي الوقت في التفكير في الماضي، بل سنركز على التقدم نحو المستقبل”.
يبدو أن عودة تيبو كورتوا إلى المنتخب البلجيكي قد وضعت المدرب غارسيا أمام أول اختبار حقيقي له، حيث سيكون عليه توحيد صفوف الفريق وسط هذه الانقسامات. وبينما يسعى كورتوا لإثبات جدارته بالعودة، سيكون أداؤه في المباريات القادمة مفتاحًا لتحديد مدى نجاح هذه الخطوة في إعادة بناء الثقة بينه وبين زملائه والجماهير البلجيكية.