حكايات مساجد الروحانيات بالاسكندرية
الوفد تروى حكاية مسجد "سيدى بشر" ورحانياته مع شهر رمضان المبارك بالأسكندرية

تشتهر محافظة الأسكندرية بالكثير من المساجد الأثرية والتاريخية ذات القيمة الدينية والمعمارية التى لا يجاريها غيرها من الآثار ولها طقوس خاصة بروحانيات شهر رمضان المبارك، فهى ليست مجرد مساجد معمارية بل هى رموز دينية وثقافية تشهد على تاريخ المدينة العريق وارتباط السكندرين أولياء الله الصالحين فهم لهم مكانة كبيرة في قلوبهم .. فلديهم عشق الأولياء والتعلق بهم والتبرك بكراماتهم.. والتوجه إليهم في كل المناسبات.. ولذلك فمساجد ومقامات هؤلاء الأولياء لها اهتمام خاص من السكندرين في شهر رمضان الكريم.. حيث يرون أن تلك المقامات تزيد رمضان كرما.. ويسعون إلى مجاورة هذه المقامات في هذا الشهر الكريم..
لذلك تقدم "بوابة الوفد" حكايات مساجد الروحانيات بالاسكندرية مع "مسجد سيدى بشر" وهو من اشهر المساجد التى تمتلئ بالرحانيات، يقع مسجد سيدى بشر المطل على البحر، والذى يعد من ابرز المعالم الدينية والتاريخية فى المدينة العريقة.
الضريح يعود للشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري، وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الاسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري، ضمن وفد علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة.
الكثيرون يعتقدون أن سيدى بشر والمسمى باسمه أحد شواطئ مدينة الإسكندرية هو من صاحبة رسول الله، لكن المخطوطات الأثرية تقول إن صاحب الضريح هو بشر بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن بشر الجوهرى، وهو من نسب آل بشر الموصولين إلى الإمام الحسين رضى الله عنه.كان يمتاز "سيدى بشر" بالتبحر فى علم اللغة ، وقوة الوعظ ، وقوة الحجة.
والمعروف أن الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري، من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة مما ساهم في ظهور مدرستين إسلاميتين، كان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا أقام في منطقة كانت منعزلة حينها على شاطئ البحر بالإسكندرية، وهي المنطقة التي عرفت باسمه فيما بعد. وعندما توفى سيدى بشر عام 528 هجرية، دُفن في ضريح على البحر بشرق مدينة الإسكندرية ثم سميت هذه الجهة على اسمه وفى القرن الـ15 قامت وزارة الأوقاف ببناء المسجد على الضريح.
دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحًا حول قبره. وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدًا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
لم يكن الشيخ بشر بن الحسين يعلم أن هذا المكان الذي اتخذه بعيدًا عن العمران لكي يتمكن من التعبد والتقرب إلى الله والتفقه فى الدين، سوف يصبح فيما بعد ذلك المكان الذي يعج بآلاف البشر، وأن هذا الشاطئ البعيد عن حدود الإسكندرية القديمة، سيصبح أحد أهم شواطئها التي يرتادها المصطافون من كل أرجاء مصر وأن مسجده سيمتلئ بآلف المصلين بعد إن كان مكانا مهجورا لقرون كثيرة، فقد كانت الإسكندرية في العصر الاسلامي الأول محتفظة بتخطيطها القديم الذي أنشأه الرومان، واستمر هذا الوضع في العصر المملوكي حيث كانت منطقة سيدي بشر خارج نطاق الإسكندرية التاريخية قبل أن تمتد إليها يد العمران في عصرها الحديث.
مر مسجد سيدي بشر بمراحل مختلفة قبل أن يصل لصورته الراهنة، فقد تم تجديده فى عهد الخديوي عباس الثاني الذي مد خط سكة حديد الى المنطقة ليصلى فى المسجد صلاة الجمعة من كل أسبوع أثناء قضاءه فترة الصيف بالإسكندرية، وفي عام 1945 تم توسعة المسجد وأضيف إليه ما جعل مساحته أربعة أمثال ما كانت عليه، وفي عام 1947 أنشئ أمام المسجد ميدان فسيح وحديقة بمواجهة شاطئ البحر ليصبح حي سيدي بشر أحد أشهر أحياء الإسكندرية، وفي شهر يونيه عام 2000 وفي عهد اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الاسبق تم تجديد واجهات المسجد وتطوير الميدان المواجه له، وقد قام بهذا العمل أحد رجال الأعمال الأقباط تعبيرا عن روح التسامح والوحدة الوطنية التي تتمتع بها الإسكندرية.
وصف المسجد:
عندما تتجول داخل المسجد تجده يتكون من مستطيلين منفصلين المستطيل الشمالي يتكون صحن مستطيل مكشوف تحيط به الأروقة من ثلاث جهات.. أما الجهة الرابعة وهي الجنوبية فخالية من الأروقة.. وفي شمال هذا المستطيل توجد دورة المياه والميضأة. أما المستطيل الثاني (المستطيل الجنوبي) ويقع في جنوب الأول وهو عبارة عن إيوان القبلة.. ويحتوي هذا الإيوان على ثلاث بوائك (باكيات) من أعمدة مثمنة تحمل عقوداً مدببة.. وتقسم الإيوان إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة..وفي الضلع الغربي لإيوان القبلة يوجد الضريح.. والضريح عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة على رقبة مرتفعة.. وفي أركانها مقرنصات مصفوفة في سبعة صفوف.. وتعتبر القبة هي الجزء القديم في المسجد إذ إنها ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
ويتوافد مئات المصلين على المسجد لأداء الصلاة، وبمشاركة السيدات فى الركن الخاص بالمرأة، وسط أجواء من الفرحة التى ظهرت على الأطفال المشاركين في الصلاة، حيث استقبل المسجد أعداد كبيرة من المواطنين من منطقة سيدي بشر ومناطق أخري شرق المدنية.