حكاية وطن
يوم الأحد الماضى احتفلت مصر بيوم الشهيد، الذى يوافق 9 مارس من كل عام، هذه المناسبة خُصصت لإعلاء قيم التضحية والفداء، وحب الوطن وتذكر ما قدمه شهداء الوطن من أبناء القوات المسلحة والشرطة من بطولات على مر التاريخ فى ملاحم عظيمة تفخر بها أجيال الشباب لتكون قدوة لهم، ويستلهم منها الأبناء والأجيال القادمة قيم البذل والعطاء والفداء من أجل الوطن.
يوم الشهيد أعلنته مصر منذ عام 1969، تخليدا لذكرى استشهاد رئيس أركان حرب الجيش المصرى الفريق عبدالمنعم رياض، ويتم الاحتفال به كل عام لتكريم كل الشهداء بما يعكس قوة الترابط الحقيقى بين الوطن والقيادة والشعب، ونتذكر فيه كل قطرة دم سقت تراب الوطن وكل روح شهيد كسر قيود الطواغيت وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه المخضب بالدماء.
رحم الله شهداء الوطن وكل شهيد فأنت تحمل أعلى درجات الإيمان وأسمى ألقابه وستظل الشهادة التى حققتها شاهدة على وفائك لله ولوطنك وستظل ذكراك خالدة فى قلوبنا. وعزاؤنا نحن كل المصريين للأم التى صبرت وضحت وعانت وفقدت أعزاء لها فى معركة الدفاع عن الوطن، فلولا هذه الدماء الزكية الطاهرة التى سالت فداء لأمن الوطن ما كان يمكن توفير المناخ الآمن والمستقر لمصر لتنطلق نحو تحقيق التنمية الشاملة التى تجرى فى ربوع الوطن كافة.
عزاؤنا فى شهداء الوطن أن الدولة المصرية لم ولن تنسى أبدا تضحيات الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن من أجل تحقيق الأمن، والاستقرار وبناء غد أفضل لجميع أبناء الوطن.
ليس غريبا على المصريين تقديم أرواح أبنائهم من أجل الوطن وليس غريبا على الشعب المصرى كافة الذى سطر بطولات على مر التاريخ ليؤكد أن مصر ستظل دوما مقبرة للغزاة، أن تصبح حاليا حائط الصد المنيع أمام موجات الخطر والإرهاب التى طالت المنطقة بأسرها وسيقف التاريخ طويلا أمام معجزة كبرى حققها المصريون خلال السنوات الماضية، حيث أنقذوا وطنهم العريق من السقوط فى براثن الإرهاب وجماعات الشر والتطرف وصمدوا فى وجه إعصار التمزق والانهيار والفوضى الذى ضرب جميع أرجاء الإقليم، وفى ذات الوقت شيّدوا وعمّروا بلادهم ووضعوا أساسا لاقتصاد وطنى قادر على التصدى للأزمات.
ومن هنا لزم أن نوجه تحية تقدير واحترام إلى رجال القوات المسلحة البواسل الذين يحملون على عاتقهم بكل عزيمة وإصرار وشجاعة حماية مقدرات ومكتسبات الوطن جنبا إلى جنب مع رجال الشرطة المخلصين فى حفظ أمن مصر والمتسلحين جميعا بالولاء لهذا الوطن العظيم.
تحية بهذه المناسبة العظيمة إلى أسر الشهداء.. إلى الأب المحتسب، والأم المكلومة والزوجة الصابرة والابن والابنة الصامدين، هم جميعا أمانة فى أعناق المصريين جميعا وفى المقدمة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ مصر من الغرق فى بحور الدماء ومن براثن الإرهاب ومن كيد الكائدين وتجار الدين.
وستظل راية مصر دائما وأبدا عالية خفاقة بين الشعوب والأمم بفضل قوة وصلابة إرادة الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وأجهزتها، فى استمرار الجهود ومواصلة العمل من أجل تغيير الواقع والارتقاء بحياة المواطن المصرى فى شتى المجالات وبفضل تكاتف الجيش والشعب والشرطة من أجل وطن آمن للجميع سيبقى الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وأحياء فى قلوبنا يُكرمون.