من عظمة الوحى 11
• لِمَ أُوثِرَ التَّعبيرُ بالمُفرَدِ ﴿ﯭ﴾ دُونَ الجَمْعِ (القُرُوح)؟
• أُوثِرَ التَّعبيرُ بالمُفرَد؛ لأنَّه قَرْحٌ مَجَازيٌّ يُعَبَّر به عَمّا أصابَ المُسلِمِينَ فى أُحُدٍ من الهَزيمَةِ، فالقَرْحُ فى مَعْنى الهَزيمَةِ، فلم يُجْمَع؛ لأنَّ الهَزيمَةَ واحِدَةٌ، ولا يَصِحُّ أنْ يُرادَ به الجُرُوحُ الحَقِيقِيَّة؛ لأنَّ تلك الجُرُوح لا يُعبَأ بِها إذا كانَ معها النَّصْرُ.
• لِمَ عَبَّرَ بـ ﴿ﯭ﴾دُونَ (الجُرْح، الكَلْم)؟
عَبَّرَ الذكر الحكيم بـ ﴿ﯭ﴾ دُونَ (الجرح، الكَلْم)؛ لِمَا يأتي:
الجُرْحُ: من مَعانِيه شَقُّ الجِلْدِ، وهو المُرادُ هُنا؛ ويُقال: جَرَحَهُ بحَديدةٍ جَرْحًا، وجَرَحَهُ: أثَّر فيه بالسِّلاح.
• والكَلْم: هو الجُرْح، ورَجُلٌ كَليمٌ، وقَوْمٌ كَلْمَى، أيْ: جَرْحَى، وكلَمَه كَلْمًا: جَرَحَهُ، وجَمْعُ الكَلْم: الكُلوم، وهى الجِراحَات.
• القَرْحُ: الجُرْح؛ يُقال: قَرَحَهُ، إذا جَرَحَهُ، والقَرِيحُ: الجَرِيحُ.
• والفَرْقُ بين القَرْحِ والجُرْحِ، أنَّ القَرْحَ أَعَمُّ من الجُرْحِ، فإنَّ الجُرْحَ إصابةُ الجارِحَةِ فى الأَصْلِ، والقَرْحُ يُقال لِمَا يُصِيب من الخارجِ أو من الدّاخلِ.
• وقد جاءَ التَّعبيرُ بالقَرْحِ؛ لأنَّه أَوْسَعُ دَلالَةً؛ إذْ يَشْمَل مَعْنَى الجُرْحِ نَفْسِه، وآثارَ الجُرْحِ، ويَحْتَمِل المعنى الحقيقيّ، والمعنى المَجازيّ، وكذلك يَشْمَل ما يُصيب الإنسانَ من داخِلِه، وما يَحْدُث له من الخارِجِ، وكُلُّ ذلك يَنطَبِق على ما أصابَ المُسلِمِينَ فى أُحُد.
• لِمَ أُوثِرَ التَّعبيرُ بالفِعْلِ الماضِى ﴿ ﯰ﴾، فى قوله عز وجل: ﴿ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﴾ دُونَ المُضارِعِ؟
• جاءَ التَّعبيرُ بالماضِي؛ لإفادَةِ الثَّباتِ والاسْتِقرارِ؛ فإنَّ الإحسانَ قد وَقَعَ مِنْهُم؛ إذْ الآيةُ حِكايَةُ حالٍ ماضِيَةٍ.
وسبحان من هذا كلامه