رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

البالة لم تعد للفقراء.. سوق الملابس المستعملة تحت رحمة الغلاء

سوق البالة
سوق البالة

يشهد سوق الملابس المستعملة في مصر، المعروف بـ”سوق البالة”، تحولات كبيرة بسبب الارتفاع المستمر في الأسعار، مما أثَّر على كلٍّ من البائعين والمستهلكين. في السابق، كان هذا السوق يُعد الملاذ الأول لذوي الدخل المحدود، لكنه أصبح اليوم يعاني من ارتفاع تكاليف الاستيراد، مما انعكس على الأسعار بشكل غير مسبوق.

ارتفاع الأسعار يُقلّص الإقبال

ووفقًا لتجار في سوق وكالة البلح، فإن أسعار الملابس المستعملة ارتفعت بنسبة 30-50% خلال العام الماضي، متأثرةً بزيادة تكاليف النقل والجمارك، بالإضافة إلى تراجع الإمدادات من الدول الأوروبية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. هذا الارتفاع دفع الكثير من المشترين التقليديين إلى التردد في الشراء أو البحث عن بدائل أقل تكلفة.


المستهلكون بين الحاجة والقدرة الشرائية

كان سوق الملابس المستعملة يوفر خيارات جيدة بأسعار مناسبة، خاصةً للعائلات التي تبحث عن ملابس ذات جودة مقبولة بأسعار معقولة. ولكن مع تضاعف الأسعار، بات الكثيرون يعيدون التفكير في أولوية شراء الملابس، حيث يلجأ البعض إلى إصلاح الملابس القديمة بدلًا من شراء جديدة.


التجار في مأزق

ويواجه التجار تحديات كبيرة، فبينما ترتفع الأسعار، تتراجع المبيعات، مما يجعلهم عالقين بين تكاليف الشراء المرتفعة وضعف الإقبال. يقول أحد تجار وكالة البلح:

“كنا نبيع القطعة بـ50 جنيهًا، واليوم أصبحت بـ100 أو 150، والزبون لم يعد يقبل بهذه الأسعار لأنه جاء إلى البالة هربًا من الغلاء، لكنه وجد الغلاء هنا أيضًا.”


التوقعات المستقبلية

يرى بعض التجار أن سوق الملابس المستعملة سيظل ملجأً أساسيًا لقطاع كبير من المصريين، لكن الاستمرار في الاعتماد عليه يتطلب حلولًا جديدة، مثل تخفيف القيود الجمركية على الملابس المستوردة، أو التوسع في تجارة الملابس المستعملة المحلية عبر التبرعات وإعادة التدوير.


 

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال: هل ستظل “البالة” ملاذ الفقراء كما كانت، أم أن الغلاء سيجعلها سوقًا للنخبة أيضًا؟

 

خلفية عن تاريخ البالة في مصر ومتوسط الأسعار 

سوق البالة في مصر: تاريخ طويل وواقع متغير


يُعد سوق الملابس المستعملة، المعروف باسم “البالة”، واحدًا من أقدم وأشهر الأسواق في مصر، حيث يلجأ إليه المواطنون من مختلف الطبقات الاجتماعية بحثًا عن ملابس ذات جودة جيدة بأسعار منخفضة مقارنة بالملابس الجديدة.


1. تاريخ سوق البالة في مصر

بدأت تجارة الملابس المستعملة في مصر منذ عقود، وكان يتم استيرادها بشكل أساسي من الدول الأوروبية، خاصةً إيطاليا وفرنسا وألمانيا، حيث تُعرف هذه الملابس بجودتها العالية مقارنة بالإنتاج المحلي. وتعد وكالة البلح في القاهرة وسوق الجمعة من أبرز أماكن بيع الملابس المستعملة، إلى جانب أسواق مماثلة في الإسكندرية وبورسعيد.


 

2. مصدر الملابس المستعملة

تأتي الملابس المعروضة في البالة من مصادر متعددة، مثل:

• الاستيراد من الخارج: عبر شركات متخصصة تستورد الملابس من أوروبا وأمريكا وكوريا.

• إعادة بيع الملابس المحلية: حيث يقوم بعض التجار بشراء الملابس المستعملة محليًا وتنظيفها وإعادة طرحها بأسعار مخفضة.

• تبرعات منظمات المجتمع المدني: التي تعيد توزيع الملابس على التجار أو المحتاجين.


 

3. أسعار الملابس في سوق البالة

كانت أسعار الملابس المستعملة في متناول الجميع، حيث يمكن شراء قميص أو بنطلون بجنيهات قليلة، لكن مع ارتفاع تكلفة الاستيراد والضرائب، زادت الأسعار بشكل ملحوظ. حاليًا، تتراوح أسعار بعض القطع في الأسواق المصرية كما يلي:

• التيشيرتات والقمصان: من 100 إلى 300 جنيه حسب الجودة.

• البناطيل الجينز: تبدأ من 200 جنيه وتصل إلى 600 جنيه للماركات العالمية.

• الأحذية الرياضية: بين 300 و1000 جنيه وفقًا للحالة والمصدر.

• الجاكيتات والمعاطف: قد تصل إلى 1500 جنيه للماركات الأوروبية الفاخرة.


 

4. تأثير الأزمة الاقتصادية على سوق البالة

ومع ارتفاع سعر صرف الدولار وزيادة الجمارك على الملابس المستوردة، شهدت سوق البالة تحولات كبيرة، حيث قلّ المعروض من الملابس الأوروبية، وارتفعت الأسعار، مما جعلها أقل جاذبية للفئات الفقيرة التي كانت تعتمد عليها سابقًا.


 

5. مستقبل سوق البالة في مصر

• توجه بعض التجار نحو الملابس المحلية المستعملة بدلًا من الاستيراد لتجنب الجمارك المرتفعة.

• زيادة الإقبال على أسواق “الأونلاين” حيث يبيع البعض الملابس المستعملة عبر الإنترنت بأسعار تنافسية.

• اهتمام الشباب بشراء الملابس “الفينتج” من البالة، حيث أصبحت الملابس القديمة ذات العلامات التجارية الشهيرة موضة بين بعض الفئات.


 

رغم التحديات، يظل سوق البالة في مصر واحدًا من أكثر الأسواق حيويةً، حيث يلعب دورًا اقتصاديًا واجتماعيًا مهمًا في توفير خيارات بديلة للمستهلكين في ظل ارتفاع الأسعار