نقص الحديد: الأسباب، الأعراض، والعلاج

يُعد نقص الحديد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، حيث يؤثر على نسبة كبيرة من الأشخاص حول العالم، خاصة النساء والأطفال. يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الحديد في الجسم إلى الإصابة بفقر الدم (الأنيميا)، مما يؤثر على الصحة العامة ويسبب أعراضًا مثل التعب وضعف التركيز. للكشف عن هذه الحالة، يتم إجراء فحوصات الدم لتحديد مستوى الحديد والهيموجلوبين. في هذا المقال، سنتناول أسباب نقص الحديد، أعراضه، طرق علاجه، وأهمية الفحوصات الطبية في تشخيصه.
أسباب نقص الحديد
1. نقص تناول الحديد في النظام الغذائي
يحتاج الجسم إلى الحديد لإنتاج الهيموجلوبين، وإذا لم يحصل عليه من الطعام بشكل كافٍ، فقد يؤدي ذلك إلى نقص مستوياته. تشمل الأطعمة الغنية بالحديد:
اللحوم الحمراء والدواجن.
الأسماك والمأكولات البحرية.
الخضراوات الورقية الداكنة مثل السبانخ.
البقوليات والمكسرات.
2. فقدان الدم
يُعد فقدان الدم أحد الأسباب الرئيسية لنقص الحديد، حيث يؤدي إلى استنزاف مخزون الجسم من الحديد. يحدث ذلك في حالات مثل:
الدورة الشهرية الغزيرة عند النساء.
النزيف الداخلي مثل قرح المعدة أو نزيف الجهاز الهضمي.
الجراحات أو الإصابات التي تسبب فقدان كميات كبيرة من الدم.
3. سوء الامتصاص
حتى إذا كان النظام الغذائي غنيًا بالحديد، فقد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات في امتصاصه، مثل:
اضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض السيلياك أو التهاب الأمعاء.
تناول بعض الأدوية التي تعيق امتصاص الحديد، مثل مضادات الحموضة.
4. زيادة احتياجات الجسم للحديد
في بعض الحالات، يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من الحديد، مثل:
فترات الحمل حيث يزداد الطلب على الحديد لدعم نمو الجنين.
مرحلة الطفولة والمراهقة بسبب النمو السريع.
أعراض نقص الحديد
قد يكون نقص الحديد غير ملحوظ في مراحله الأولى، ولكن مع تفاقمه، قد تظهر الأعراض التالية:
التعب الشديد والإرهاق بسبب نقص الأكسجين في خلايا الجسم.
شحوب الجلد نتيجة انخفاض مستويات الهيموجلوبين.
ضيق التنفس حتى عند القيام بأنشطة بسيطة.
الدوخة أو الدوار الناتج عن قلة وصول الأكسجين إلى الدماغ.
تساقط الشعر وضعف الأظافر بسبب تأثر الخلايا المسؤولة عن نمو الشعر والأظافر.
الرغبة في تناول أشياء غير غذائية مثل الطين أو الثلج، وهي حالة تُعرف باسم "بيكا".
اضطرابات ضربات القلب بسبب محاولات القلب تعويض نقص الأكسجين في الدم.
علاج نقص الحديد
يعتمد علاج نقص الحديد على تحديد السبب الرئيسي وعلاجه، ويمكن أن يشمل ما يلي:
1. تحسين النظام الغذائي
يجب زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالحديد، مثل:
المصادر الحيوانية: اللحوم الحمراء، الكبد، البيض.
المصادر النباتية: العدس، الحبوب الكاملة، المكسرات.
الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة، حيث تساعد على تحسين امتصاص الحديد.
2. المكملات الغذائية
في بعض الحالات، يصف الطبيب مكملات الحديد لتعويض النقص، ويجب تناولها وفق الإرشادات الطبية لتجنب الآثار الجانبية مثل الإمساك والغثيان.
3. علاج الأسباب الكامنة
إذا كان نقص الحديد ناتجًا عن نزيف داخلي أو سوء امتصاص، فقد يكون العلاج موجّهًا نحو حل المشكلة الأساسية، مثل علاج قرحة المعدة أو تحسين امتصاص العناصر الغذائية.
4. نقل الدم في الحالات الشديدة
في الحالات الحادة من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، قد يلجأ الأطباء إلى نقل الدم لرفع مستويات الهيموغلوبين بسرعة.
فحوصات الدم لتشخيص نقص الحديد
لتشخيص نقص الحديد، يتم إجراء مجموعة من فحوصات الدم، ومنها:
تحليل الهيموغلوبين (Hb): يقيس مستوى الهيموغلوبين في الدم، والذي يكون منخفضًا عند الإصابة بفقر الدم.
تحليل نسبة الحديد في الدم (Serum Iron): يحدد كمية الحديد المتوفرة في مجرى الدم.
تحليل الفيريتين (Ferritin Test): يقيس مخزون الحديد في الجسم، وهو مؤشر مهم للكشف عن النقص.
تحليل تعداد الدم الكامل (CBC): يساعد في تحديد عدد خلايا الدم الحمراء وحجمها.
الخلاصة
يُعد نقص الحديد من الحالات الصحية الشائعة التي قد تؤثر على جودة الحياة إذا لم يتم علاجها. يمكن الوقاية منه من خلال اتباع نظام غذائي غني بالحديد وإجراء فحوصات الدم الدورية للكشف المبكر عن أي نقص. في حال ظهور الأعراض، من المهم استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب وتجنب المضاعفات المرتبطة بهذه الحالة.