رئيس الوزراء الفلسطيني: خطة إعادة إعمار وتنمية غزة تمثل أملا وخطوة مهمة إلى الأمام

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أن خطة إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة تمثل أملا وخطوة مهمة إلى الأمام، مشيرا إلى أن فلسطين ستعمل مع جميع الأطراف لتنفيذها.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة العربية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لدى ختام القمة العربية غير العادية التي عقدت بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم الثلاثاء إن تنفيذ هذه الخطة يتطلب توفر مجموعة من العوامل الأساسية، من بينها إطار سياسي مناسب، وإطار أمني متكامل، وإطار حوكمة فعال.
وأوضح أن فلسطين ستعمل مع الدول العربية والمؤسسات الدولية لتوفير البيئة الضرورية لإنجاح إعادة الإعمار؛ تمهيدا لاستكمال المشروع السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار إلى أن غزة جزء أصيل من الأراضي الفلسطينية، وأن إعادة توحيد القطاع مع بقية الأراضي الفلسطينية تحت حكم ونظام ومؤسسات وسلاح واحد يعد أمرا حيويا، ليس فقط لتسهيل عملية إعادة الإعمار، ولكن أيضا لتأسيس وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأعرب عن شكره للدول المشاركة في المؤتمر، كما وجه الشكر إلى مصر على تنظيم القمة واحتضانها، وكذلك على جهودها المتميزة في إعداد الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها.
وقال: "هذا يوم مميز للعرب وفلسطين، إذ أن التقاء العرب بهذه السرعة للتصدي لتحديات حساسة في هذا الوقت، وصدور بيان مشترك وقوي يتناول كل الجوانب الهامة للقضية الفلسطينية، هو أمر في غاية الأهمية."
وأكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني، الدكتور محمد مصطفى أن الوضع في قطاع غزة يتطلب تحركا جادا للخروج بها إلى مرحلة مختلفة، مشددا على أن الجميع مطالب بتقديم أفضل ما لديه لتجاوز العقبات التي تعرقل عملية إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.
وأشار إلى أن إسرائيل هي المسئول الأول عن الوضع الكارثي في قطاع غزة، معربا عن مخاوفه من محاولات الاحتلال تعطيل جهود إعادة الإعمار وإفشال أي مساع لإعادة الحياة إلى طبيعتها داخل القطاع.
وأوضح أن المرحلة الحالية تستدعي حوارا فلسطينيا شاملا لتجاوز القضايا العالقة، مؤكدا أن الجميع يدرك خطورة عدم إنجاز عملية إعادة الإعمار وعدم توحيد غزة والضفة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن ذلك يمثل تهديدا مباشرا للقضية الفلسطينية برمتها، ولذلك هناك حرص شديد على العمل يدا بيد لتجاوز أي خلافات وتحقيق الوحدة الوطنية.
وأضاف أن ما تمر به المنطقة اليوم هو مرحلة في غاية الخطورة، ليس فقط في غزة أو الضفة، بل في الشرق الأوسط بأكمله، مؤكدا أن التحديات الراهنة تستوجب وحدة الصف العربي والفلسطيني لتجاوز الأزمات والتصدي للمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن أمله في أن تكون هناك مساهمة جدية لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتقوية الصف الداخلي، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف سيكون ركيزة أساسية في مواجهة التحديات المقبلة.
وكشف رئيس الوزراء الفلسطيني عن خطط للتحرك دبلوماسيا خلال الفترة القادمة، حيث سيتم التوجه الجمعة المقبلة إلى مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي لبحث الخطة التي اعتمدتها الجامعة العربية بشأن إعادة الإعمار، كما سيتم التوجه إلى أوروبا والولايات المتحدة واليابان من أجل حشد الدعم الدولي وضمان توفير الموارد اللازمة لإعادة إعمار غزة.
وأشار إلى أن مصر دعت إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار الشهر المقبل، حيث سيتم خلاله بحث آليات تنفيذ عملية الإعمار على مراحل، موضحا أن التكلفة التقديرية لإعادة الإعمار تبلغ 53 مليار دولار، لكنها لن تكون مطلوبة دفعة واحدة، بل سيتم تقسيمها على مراحل وفق خطة واضحة المعالم.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن المرحلة القادمة تتطلب تضامنا عربيا ودوليا لضمان إعادة إعمار غزة ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه ما يحدث في فلسطين، والعمل بجدية لإنهاء معاناة الفلسطينيين وضمان حقوقهم المشروعة.