رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

دوحة المقاصد

المقاصد.. تجديد للعقل الفقهى
كثر الحديث عن المقاصد كمدخل تجديدي للعقل الفقهي المعاصر، ووجدنا الترجيح بالمقاصد يلعب دورًا بارزًا في بناء الأحكام والفتاوى الشرعية، ووجدنا الحديث عن المقاصد يجري على لسان العامة والخاصة ويخوض في مسائله أهل التخصص من أرباب الفقه والأصول وأدعياء العلم من دعاة التجديد والتنوير، بل وجدنا التنظير بالمقاصد أداة من أدوات الصراع في المشهد المعقد في واقعنا المأزوم حيث التلاعب بفقه المقاصد لتحقيق مكاسب سياسية بدلاً من تحقيق المصالح المرعية، ولأن المقاصد تبحث عن الغايات والأسرار والمعاني والمرامي والمرامز والحِكم المقصودة للشارع من التشريع والتي نستطيع أن نردها إلى جلب مصلحة أو مصالح، أو لدرء مفسدةٍ أو مفاسد، أو للأمرين، والشريعة طافحة بذلك، وقد توسع البحث المقصدي ليشمل مقاصد الإسلام والاعتقاد والأدلة كمقاصد القرآن ومقاصد السنة النبوية، وأيضًا شمل مقاصد الأحكام وما تدل عليه من علل ومصالح وأسرار، وأعلى من أفكارٍ ثلاثة: 
التعليل باعتباره أداة لضبط الـحُكم وربطه بالمعاني، والمصالح باعتبارها غاية للحُكم بها تعرف موارده ومصادره، ومآلات الأفعال باعتبارها القاعدة الرئيسة في فقه التنزيل، من هنا كان من المهم الحديث عن المقاصد؛ لعظيم فائدتها في صناعة الفقه التجديدي والمشروع الحضاري والإحيائي للأمة من ناحية، وكونها المدخل الحقيقي لصناعة فقه الهداية والدعوة للإسلام بلغة يفهمها إنسان القرن الواحد والعشرين الذي يبحث عن المعقولية والمنطقية في الخطاب الموجه إليه من ناحية ثانية، كما أن الترجيح بين النصوص تفاديا للتصادم بين الفروع المستبطة والأصول الكلية والأهداف العامة للشريعة يحتاج لمعرفة المقاصد، خاصة مع كثرة النوازل والمستجدات ومأزوميات الواقع الحياتي المعيش من ناحية ثالثة.
من هنا سوف نخُط سلسلة من المقالات نعوص فيها في حكم وأسرار وغايات هذا الدين العظيم وشريعته الغراء تحت عنوان:"دوحة المقاصد"، والدَّوحة هي الشجرة العظيمة المتشعبة ذات الفروع الممتدة، وأيضا هي المِظَلَّة العظيمة، وهذا ما نلحظه في المقاصد فهي متشعبة في بنيان الشرع تنساب من جذوره إلى فروعه ومنها إلى أوراقه وثماره صانعة مظلة عظيمة تلقي بظلالها على كل فروع الشريعة.
لذلك سوف نُعرج بإيجاز شديد على مقاصد الإسلام ومقاصد الاعتقاد ومقاصد القرآن ومقاصد سنة سيد الأنام ومقاصد تشريع الأحكام ومقاصد دعوة الإسلام، نبحر في المقاصد العامة والخاصة والكلية والجزئية والدنيوية والأخروية والضروريات والحاجيات والتحسينيات وما لهم من مكملات في تشريع العبادات والمعاملات والعقوبات والجهاد والشهادات ...إلخ، وهدفنا الرئيس إظهار ما في هذا الدين من روعة وجمال، والتدليل على صلاحيته لكل زمان ومكان، وبيان مسالك الفهم الصحيح لقراءة النصوص بمنهجية وسطية تجمع بين المعقول والمنقول وتدفع فُهوم الغلاة من المتطرفين والمتنطعين من ناحية والمنحرفين والملحدين من ناحية أخرى، مع صناعة لغة خطاب تدفعُ ما يُردد عن الإسلام من شُبهات وتُفكك ما سَبَكَهُ أعداءُ الإسلام عنه من سُوء عبارات، وتضع لبناتٍ حقيقةٍ في بيان صحيح الإسلام؛ لمواجهة ظواهر وأطروحات تؤسس للصراع وعدم التعايش، مثل ظاهرة "الإسلام فوبيا" و أطروحة "صدام الحضارات" إلى غير ذلك من تجليات عصرنا المعيش – عصر الميتافيرس- الذي تُسحق فيه الهُويات وتميع فيه المعتقدات وتصنع فيه محتوى وتطبيقات تحولنا إلى مسوخ خلف الشاشات.