رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ونحن على أعتاب شهر رمضان يأتي السؤال المهم كيف نقبل على الله في هذا الشهر المبارك؟

والإجابة تكمن في أن  هناك فقها يسمى بفقه "الإقبال على الله" نستقبل به كل أيام البركات والنفحات فقد روى الطبراني في الكبير عن محمد بن مسلمة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يُصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا" والحديث وإن كان ضعيفًا إلا أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال خاصة أن أدلة الشرع تحث على استباق الخيرات واغتنام الأوقات والفرص لنيل عفو الله ورحمته.

لذلك فإن فقه الإقبال على الله يرتكز على خمسة أمور وهي:

1- استشعار الجلال:

أي استشعار جلال الله سبحانه وتعالى، وتدبر أسماء جلاله حتى يتولد الخوف والمهابة والخشية من جلاله ونقمته فنحسن العمل وندرك الوقت وواجب الوقت.

2- الاعتراف بالتقصير والنقصان:

وهو أن ندخل هذه الأيام من باب الانكسار والاعتراف بالتقصير والنقصان، حتى نجتهد في اغتنام الزمان وتحصيل الطاعات وأن نكون أصحاب هم وهمة وإدراك المهمة وكما يُقال : "صاحب من يدعي النقصان ولا تصاحب من يدعي الكمال لأن الأول صاحب همة والثاني ما أدرك المهمة"، كما أن حياء التقصير مفتاح العفو من رب العالمين.

3-  مخافة الرد والخُذلان:

يجب أن نقبل على الله في شهر رمضان بإخلاص تام وبنية صادقة وأن نخشى أن يرد علينا عملنا ونخذل بهذا الرد وعدم قبول العمل، فهناك صائم لا يأخذ من صيامه إلا الجوع والعطش فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر"[رواه ابن ماجه].

4- الندم على ما كان:

يقول التابعي عبد الله بن معقل بن مقرن: دخلت مع أبي على عبد الله، وهو ابن مسعود رضي الله عنه، فسمعته يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الندم توبة"، فقال له أبي: أنت سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الندم توبة؟"، فقال ابن مسعود - رضي الله عنه-: "نعم"[رواه ابن ماجه]. فنحن نحتاج للتوبة كجزء من فقه التهيئة لهذا الشهر الحرام وقول النبي - صلى الله عليه - "الندم توبة"، كقوله "الحج عرفة" [الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم]، فبما أن الركن الأعظم في الحج هو الوقوف بعرفة وأن من لم يقف بعرفة فلا حج له، فكذلك الركن الأعظم في التوبة هو الندم، فمن لم يندم على فعله فلا توبة له. فهيا نقبل على هذا الشهر بالتوبة والإنابة.

5-  الطمع في عفو الرحمن:

نحتاج أن نُقبل على الله - عزوجل - في شهر رمضان وكلنا طمع في عفوه وجوده وفضله سبحانه وتعالى فهو الرحمن الرحيم الغفار الكريم، وهذا يستوجب عدم اليأس من رحمة الله، والطمع في عفوه في رمضان فقد أفلح من أدرك رمضان وكان فيه من أهل الصيام والصلاة والزكاة وصالح الأعمال.

 

من علماء الأزهر وأئمة وزارة الأوقاف