في الحومة
تطبيق ديب سيك الصينى للذكاء الاصطناعى آثار دهشة العالم من هذا التطور المذهل الذى توقفت أمامه الكتب والدوريات العلمية والبحثية والمالية طويلا، فكيف لشاب لم يتجاوز الأربعين وشركة من الشركات الناشئة وبتكلفة ليست بالكبيرة أن ينشئ هذا التطبيق وينطلق فى فضاء العالم ويكون سببا فى خسارة شركات التكنولوجيا الامريكية فى البورصات العالمية تريليونا دولار فى خمسة أيام، الحقيقة أننا أمام مستقبل يحاصرنا بأبجدياته ولوغاريتماته ويفاجئنا بكل غريب وعجيب، ولكن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ولا اختراعات ولكن دولة الصين أصبحت تمتلك زمام هذا الامر فالتطور التكنولوجى ليس وليد الصدفة وأن تصبح الصين رائدة فى الروبوتات الذكية لتصبح مركزا عالميا فى تكنولوجيا الروبوتات، حيث بلغ عدد الشركات العاملة فى هذا المجال ٤٥١الف شركة وتعمل فى البرماجيات وتكنولوجيا المعلومات والبحث العلمى والخدمات التقنية ونقل المعلومات والكلاب الروبوتية، وأن تطلق الصين القطار فائق السرعة أسرع قطار فى العالم والطائرات بدون طيار، ووصلت صناعة الفضاء فى الصين إلى أفاق كبرى بسجلات السير على القمر وأخذ نقاط بعيدة على سطح القمر وأصبحت الاختراعات الصينية فى التكنولوجيا الذكية تذهل العالم وتقود المستقبل وأكدت أنها مصنع العالم، كل ذلك نتيجة عمل دؤوب وتطبيق بناء استراتيجية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والمتمثلة فى التحديث الصينى النمطى بأن بات التحديث المستمر منهج عمل للمؤسسات والمصانع والشركات والأبحاث، وأدركت الصين أن العالم يسير بوتيرة سريعة والتحولات والقفزات العلمية لا تتوقف ومن الحتمى ركوب صاروخ العلم، فاتجهت إلى القمر، وكل ذلك بوضع استراتيجية للتطوير التكنولوجى، وطلب منى فى الدورة الرابعة لمؤتمر الأحزاب العربية والحزب الشيوعى الصينى أن تكون كلمتى بعنوان «استكشاف طريق التحديث المستقل» وهو يحمل دلالة مهمة أن الصين تنظر إلى المستقبل بعين الاعتبار والحرص على استشراف ابجدياته ودراسة مكنوناته، كما أن التحديث ضرورة لمواكبة التطورات المتلاحقة والمتسارعة، كما ترى أن الاستقلالية ضرورية لأنه لا يمكن تطبيق نماذج وأفكار لا تنسجم مع الواقع الداخلى لكل دولة، على أية حال قالت الصين كلمتها وأصبحت رقما صعبا فى التطور التكنولوجى والصناعى المذهل ووسط كل تلك النجاحات لم تنسى الثورة الخضراء وباتت تمثل ربع مساحة العالم فى التشجير، حيث قال الأمين العالم، شى جين بينج، إن المياه الصافية والجبال الخضراء هى الكنز الحقيقى فى العصر الحديث، كما أن التحديث الصينى النمطى يحقق التوازن بين الحضارتين المادية والمعنوية ويحترم التنوع الحضارى ويكرس القيم المشتركة ويعزز التبادل والتعاون الإنسانى على المستوى الدولى ويعمل على انتعاش اقتصاد العالم، وأن هناك فرص كبيرة للتعاون الاقتصادى، فلقد خصصت الصين ٤٠٠ مليار دولار لهذا التعاون، والدور الصينى السياسى والدبلوماسى كبير ومؤثر فى المجتمع الدولى، وأن الصين لا تقصى أحدا ولا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول، ولاننسى الدور الصينى فى القضية الفلسطينية وتقديم كافة أنواع الدعم المادى واللوجيستى والسياسى لوقف العدوان وإعادة الإعمار وتقديم المعونات، فقدمت ٦٠٠٠٠ طرد غذائى لأهل غزة وترفض التهجير وأن يكون مصير غزة بعد الحرب بيد الفلسطينيين، ونأمل أن تكون الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين التى عقدت فى ٢٠١٤ فى أفضل أوضاعها ونتطلع إلى آفاق أكبر.