العثور على آثار جديدة تكشف أسرار مدينة بومبيي القديمة
في اكتشاف مذهل يسلط الضوء على جوانب غير معروفة من حياة سكان مدينة بومبيي القديمة، قام علماء الآثار بالكشف عن مجموعة نادرة من اللوحات الجدارية التي تكاد تكون بحجم الحياة.
وتقدم هذه لوحات بومبيي، التي تعود إلى الفترة بين عامي 40 و30 قبل الميلاد، تقدم أدلة جديدة على الحياة الدينية في المدينة قبل دمارها نتيجة ثوران جبل فيزوف في عام 79 م.
وتبرز إحدى اللوحات الجدارية مشاهد طقوس دينية سرية تعرف باسم "أسرار ديونيسوس"، وهي طقوس كانت مخصصة لعبادة الإله اليوناني ديونيسوس، إله النبيذ والخصوبة والمسرح والنشوة الدينية. تُظهر اللوحات أتباع ديونيسوس في حالة من النشوة الطقسية، منهمكين في الرقص والصيد، وتبرز فيها شخصيات نسائية تتعاون في أداء هذه الطقوس.
تُعد هذه لوحات بومبيي من أبرز الاكتشافات في مجال الدراسات الأثرية، حيث تعكس تفاصيل غنية عن الاحتفالات التي كانت تمارس في بومبيي في تلك الحقبة.
ويظهر الإفريز الكبير الذي يمتد على ثلاثة جدران لقاعة الولائم، أتباع ديونيسوس من الإناث يحملن الماعز المذبوحة أو السيوف، في حين تبرز في وسط اللوحة امرأة أنيقة قد تكون تنتظر بدء المشاركة في هذه الطقوس السرية.

وتظهر اللوحات أيضًا مشاهد لبعض الحيوانات المذبوحة والحية، مثل الظباء الصغيرة والخنازير البرية المسلوخة، مما يعكس الجانب البدائي للعبادة الديونيسية التي تجمع بين النشوة الطقسية والتضحية.
ووفقًا للباحثين، يسلط هذا الاكتشاف الضوء على الطبيعة المزدوجة لهذه العبادة التي تجمع بين الترفيه والتضحية.
يوم الاكتشاف احتفال تاريخي بإيطاليا
وقال وزير الثقافة الإيطالي، أليساندرو جولي، أثناء الكشف عن هذه اللوحات: "بعد مائة عام، سيتم تذكر هذا اليوم باعتباره تاريخياً، لأن هذا الاكتشاف يعد شهادة لا مثيل لها على الجوانب الأقل شهرة في حياة البحر الأبيض المتوسط القديمة".
ويُعزى هذا الاكتشاف إلى الحفريات الأخيرة في منطقة تُعرف باسم "Regio IX"، حيث تم الكشف حتى الآن عن أكثر من 50 غرفة. ومع ذلك، تواصل الحفريات في الموقع الأثري، التي تغطي مساحة 66 هكتارًا، الكشف عن المزيد من الأسرار المخبأة تحت الرماد البركاني، مثل لوحات جدارية تصور مشاهد من حرب طروادة وصورة لأحد أسلاف البيتزا الإيطالية.
تُعتبر هذه الاكتشافات بمثابة نافذة نادرة لفهم الحياة اليومية والروحانية في مدينة بومبيي، المدينة التي غمرتها مياه الرماد البركاني في لحظة مفاجئة من التاريخ، وتظل تفاصيلها تكشف عن قصص جديدة من الماضي.