"فورين أفيرز": أوروبا تواجه تحديات متزايدة في النظام الدولي بسبب ضعف القيادة وتشرذم السياسات

سلطت مجلة "فورين أفيرز" الضوء على مكانة أوروبا في النظام العالمي، مشيرة إلى أن القارة العجوز تواجه تحديات متزايدة على الصعيدين السياسي والجيوسياسي، حيث يفقد الغرب نفوذه الدولي بسبب ضعف القيادة وتشرذم السياسات، وأكدت المجلة أن أوروبا، التي كانت ذات يوم شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في بناء النظام الدولي بعد الحرب الباردة، تجد نفسها في وضع حرج وسط صراعات عالمية متزايدة.
وقالت المجلة في تقريرها: "إن مفهوم الغرب الضعيف بالفعل سيستمر في الانحسار، وبالتالي فإن مكانة أوروبا، التي كانت في فترة ما بعد الحرب الباردة شريكة واشنطن في فكرة العالم الغربي، سوف تضعف أيضًا"، وأضافت أن أوروبا تعاني من تشرذم سياسي حاد وضعف في القيادة، مما يجعلها تواجه صعوبة في الحفاظ على التوازن الدولي الذي كان يتم ضمانه في السابق من خلال التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، أكدت "فورين أفيرز" أن أوروبا تواجه منافسة جيوسياسية متزايدة، مما يفرض عليها اتخاذ خطوات أكثر استقلالية للحفاظ على مصالحها، إلا أن قدراتها في هذا الصدد تظل محدودة، حيث لا تتمتع بالقوة العسكرية المنظمة أو الوحدة السياسية الكافية للعب دور كبير في النظام الدولي.
وأوضحت المجلة أن "عبء تعزيز هذا النظام، الذي بدأ يتفكك منذ سنوات، سيقع على عاتق أوروبا، وهي اتحاد متنازع عليه من الدول ليس له جيش ولا قوة منظمة تقريبًا، وتمر بلدانه بمرحلة من الأزمة السياسية الحادة والقيادة الضعيفة".
من جانبه، أشار الرئيس التشيكي بيتر بافل إلى أن الولايات المتحدة نجحت في إخراج أوروبا من "نومها الخامل"، مضيفًا أنه يجب على القارة الأوروبية اتخاذ قراراتها بشكل مستقل دون الاعتماد بشكل مفرط على الحلفاء الخارجيين، في ذات السياق، تحدثت مجلة "الإيكونوميست" عن "الأيام الأكثر قتامة" التي يمر بها الاتحاد الأوروبي منذ سقوط الستار الحديدي، مؤكدة أن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه القارة قد تعصف بمستقبلها ككتلة قوية في النظام الدولي.
وتشير التحليلات إلى أن أوروبا في الوقت الراهن قد تكون أمام اختبار صعب في سبيل الحفاظ على دورها في السياسة الدولية، في ظل تنافس القوى الكبرى على الساحة العالمية.
ترامب وماسك يعلنان عن خفض الإنفاق الحكومي وسط تحديات مالية غير مسبوقة
أفاد موقع "أكسيوس" بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الكفاءة الحكومية، الملياردير إيلون ماسك، يعلنان يوميًا عن خفض الإنفاق في مؤسسات الدولة، لكن وراء هذه التصريحات تكمن حقائق صادمة قد تعرقل الوصول إلى الأهداف المالية المعلنة.
وبحسب الموقع، فإن ترامب يتطلع لتحقيق ميزانية متوازنة، وهو هدف يراه الموقع مستحيلاً ما لم يتم إجراء تخفيضات ضخمة في البرامج الحكومية الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، مثل الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، ومن المعروف أن هذه البرامج تمثل جزءًا كبيرًا من الإنفاق الحكومي، وبالتالي فإن تقليصها سيكون له تأثير كبير على الفئات الأضعف في المجتمع الأمريكي.
ويشير التقرير إلى أن التخفيضات المقترحة لا تعدو كونها "قطرة في بحر" من الديون الأمريكية التي تجاوزت الـ36 تريليون دولار، وما زالت مستمرة في الارتفاع، وتواجه الولايات المتحدة عبئًا كبيرًا يتمثل في تراكم الفوائد اليومية على الديون التي تصل إلى 3 مليارات دولار يوميًا، مما يعمق الأزمة المالية بشكل مستمر.
ورغم الاعتراف من قبل ترامب وماسك بأن أمريكا تغرق في العجز، إلا أن موقع "أكسيوس" يرى أن جزءًا من هذا العجز ناتج عن الإنفاق غير المدروس على برامج قديمة أو غير فعّالة، وفي هذا السياق، تؤكد مصادر الموقع أن ترامب وماسك قد يكونا محقين في محاربة العجز، لكن إلغاء العقود التي تم توقيعها مسبقًا، مثل تلك المتعلقة بمشروعات "DOGE"، لم تؤدِ إلى تحقيق وفورات ملموسة، بل إن الأموال قد تم إنفاقها بالفعل.
من ناحية أخرى، يلفت التقرير إلى أن تقليص الإنفاق الحكومي قد لا يكون بالسهولة التي يظهرها ترامب وماسك، فالموازنة الفيدرالية تتضمن بنودًا غير قابلة للمساس، مثل الدفاع والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، التي تشكل 86% من الميزانية، وعلى الرغم من أن خفض هذه البرامج قد يكون الحل الوحيد لتقليص العجز، إلا أن ذلك يتطلب مسارًا سياسيًا طويلًا ومشحونًا بالمعارضة.
وفي ختام التقرير، يؤكد "أكسيوس" أن فريق ترامب يستخدم أيضًا ذريعة خفض الميزانية لتحقيق أهداف سياسية أخرى، مثل تقليص الوظائف الحكومية أو تقويض برامج تتعارض مع رؤيتهم السياسية، ورغم ذلك، يُعتقد أن هذه الخطوات قد تثير صدامات قضائية، خاصة أن الكونغرس هو الجهة الدستورية التي تملك سلطة تحديد أولويات الإنفاق، وهو ما قد يؤدي إلى نزاعات قانونية قد تؤجل أو تعرقل هذه الإجراءات.