رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ألوان الكآبة.. أسبوع الموضة في لندن يعكس الاختلاف الثقافي عبر الألوان

أسبوع الموضة
أسبوع الموضة

أسبوع الموضة .. بينما يعرض مصممو الأزياء أحدث مجموعاتهم في لندن، يعكس الأسبوع السابع عشر من أسبوع الموضة ببريطانيا أكثر من مجرد إبداع؛ حيث يسبر الأغوار في حالة الكآبة السائدة في المجتمع من خلال تغييب الألوان الفاتحة لصالح اللون الأسود، الذي يسيطر على معظم التصاميم. 

من العروض المميزة التي شهدها أسبوع الموضة في هذا الموسم، نرى أن لجوء المصممين إلى درجات قاتمة يعكس التوترات السياسية والاجتماعية، والتحديات الاقتصادية التي تجتاح العالم، من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى الأزمات الاقتصادية التي أضرت بالعديد من القطاعات، بما في ذلك صناعة الموضة.

بدأ أسبوع الموضة في لندن في التأكيد على هذه الحالة النفسية من خلال عرض هاريس ريد، الذي كان مشبعًا بالظلال الداكنة، حيث تميزت الملابس بالألوان السوداء مع لمسات بسيطة من الذهبي والأزرق، مما أضاف طابعًا متجهمًا يعبر عن الاضطرابات في العالم. 

وافتتح العرض في أسبوع الموضة بفستان أسود مزخرف بشوكات حادة، وكان تعبيرًا عن الإحساس المتزايد بالتهديد في عالم معاصر، وهو شعور شدد عليه المصمم نفسه بقوله إنه استلهم من ثقافة التمرد والحرية الفردية وسط عالم مليء بالتوتر.

لكن العرض لم يكن الوحيد الذي عكس هذه الروح، فقد بدا أن العديد من المصممين قد تبنوا نفس الاتجاه. في مجموعة Completedworks، قدمت ديبي مازار مشهدًا يعكس حالة من القلق العميق، حيث ظهرت في صورة امرأة متوترة مليئة بالمشاعر المعقدة، في صورة رمزية قوية عن كآبة العصر الحالي. هذه المجموعة تمثل توثيقًا دقيقًا لحالة الإنسان المعاصر الذي يعيش بين الندم والأمل المفقود.

حتى في المجموعات الأكثر إشراقًا مثل SS Daley، لم يستطع المصممون الهروب من وجود اللون الأسود، حيث سيطر على القطع الأساسية، مما يعكس مدى تأثير هذه الأوقات المظلمة على كل جزء من الحياة اليومية، بما في ذلك الموضة.

عروض تتمرد على ألوان الكآبة في أسبوع الموضة

وفي المقابل، حتى عروض المصممة بورا أكسو التي طالما ارتبطت بالألوان المشرقة والاحتفالات، لم تستطع إلا أن تكون انعكاسًا لما يحدث في العالم، حيث تم استبدال الألوان الزاهية بأنماط داكنة مستوحاة من الإمبراطورة إليزابيث ملكة النمسا، فظهرت الأزياء مطعمة بالأسود بشكل قوي.

أما عرض ريتشارد كوين الذي أقيم على ممشى مغطى بالثلوج، فقد أسهم في إبراز هذه الحالة النفسية المجتمعية بشكل لافت. بدأ العرض بأزياء قاتمة، سيطر عليها اللون الأسود بشكل شبه كامل، مع قطع أنيقة من قماش الديباج والفستان الشبكي المغطى بشرائط. ثم في النصف الثاني من العرض، تغيرت النغمة تدريجيا، لتبرز ألوان أكثر إشراقًا مثل القرمزي والأرجواني، وصولًا إلى فستان الزفاف الذي يمثل نهاية سعيدة، حيث أشار في خلفيته إلى أن الفوضى والاضطراب قد يعقبهما أمل وتفاؤل.

باختصار، رغم الكآبة التي تكتنف هذه المجموعة من الأزياء، إلا أنها تؤكد على أن الإبداع في الأوقات الصعبة ليس فقط ممكنًا، بل مزدهر أيضًا. ففي أعماق الكآبة، يبقى الإبداع هو الضوء الذي يساعد الجميع على المضي قدمًا، مستمرًا في التأثير والإلهام.