الرقص على أوتار بالية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

أيها الداخل المتشعّب
كخبيثٍ لذيذٍ ممتع،
أيها المغيَّب المنتظر الممتلئ مثلي
على الطاولة الحزينة،
أشعرُ أنى أحبك.
حين تنتهى من سماع أغنيتك،
ودّع سكّان المقهى،
تعمّدْ فى فنجان ذاكرتك الضحلة،
حاسب النادل من تحت الطاولة،
بعد أن ترسم فى فراغه علامةَ استفهام
تتدلّى من عنق الحياة.
اتبعنى إلى ظلام الزاوية،
حافيًا بلا أمل،
عاريًا بلا شروط،
مستعدًّا أن تزحف دهراً نحوي
رأسًا على عقب.
فأنا منزعجةٌ جدًا منذ البداية،
ولا عُمرَ لى كى أتكفّل بقلبك.
ربما لو أحببتنى حقًا...
تحترق.
وأحترق فى صباحٍ آتٍ معك.
لا تخف...
يُطربنى صراخُك من خلف قضبان صدرى.
ستمكث هنا مائة عامٍ بعد الألف،
تصرخُ قبل الذروة.
فأنا أهوى الانتقام،
ويُشعلنى ذاك النغمُ المُثير