رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

الإسلام يعتبر الإنسان هو «المخلوق المكرم» عن بقية المخلوقات بما أعطاه الله من ملكات ونعم، فالله قد جعل الجماد فى خدمة النبات وجعل الجماد والنبات فى خدمة الحيوان وجعل الجماد والنبات والحيوان فى خدمة الإنسان وجعل الإنسان فى خدمة بقية الأكوان، لذلك تجد بأن الإسلام قد دعا إلى التحلى بقيم الإنسانية التى هى مزيجٌ من الرحمة والرفق والشفقة والعطاء والتسامح والعفو والمحبة والسلام، حتى أنه أدخل امرأة النار فى هرة «لأنها رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا»، كما أنه أدخل رجلًا الجنة لأنه أحسن إلى كلب يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، بأن سقاه فَقَالَ النبى: «فَشَكَر اللَّه لهُ فَغَفَرَ لَه، فَأدْخَلَه الْجنَّةَ»، ولقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم كيف تكون الإنسانية، فهو من ضم الجزع–وهو خشبة جماد–إلى صدره عندما حن وبكى لفراق النبى صلى الله عليه وسلم عندما صُنع له منبر للخطبة عليه، وهو من مسح دمعة الجمل وأمر بالإحسان إليه، وهو من لقن الأقرع بن حابس درسًا فى ملاطفة الصبيان والرحمة بالولد، قائلًا فى إنسانية كاملة: «من لا يرحم لا يرحم»، وهو من واسى طفلًا صغيرًا رآه حزينًا لموت عصفوره فيلاطفه بكنيته ويسأله: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟»، وهو من عفا عن من أخرجوه من وطنه وأهله وقاتلوه وحاربوه، فقال لهم يوم فتح مكة: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ‏ اذهبوا فأنتم الطلقاء». وهو صلى الله عليه وسلم لم يضرب شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد فى سبيل الله، وهو من وقف عندما مرَّت عليه جنازة، فقيل: إنه يهودي؟!‏ فقال: «أليسَتْ نفسًا؟»، وهو من قال: «استوصوا بالأسارى خيرًا»، وقال: «استوصوا بالنساء خيرًا»، وقال: «ابْغونى فى الضُّعفاءِ»، وهو من مرَّ صلى الله عليه وسلم على بعيرٍ قد لصق ظهره ببطنه، فقال: «اتقوا الله فى هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحةً وكُلُوها صالحة».. وكانت أوامره فى الحروب «لا تغلوا ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا صبيًا ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرًا إلا أن تضطروا إليها.. »، ولقد تخلق أصحابه وأتباعه من بعده بهذه الأخلاق الإنسانية الرحيمة، فأدوا زكاتهم وتصدقوا لله وأوقفوا لله أوقافًا لقضاء حوائج الأرامل واليتامى والمستشفيات وجبر الخواطر ودور العلم والعبادة، ورعاية الحيوانات الكبيرة والضالة والمريضة، حتى بلغ بهم أن أوقفوا أوقافًا لتنظيف سقى القطط والكلاب، لأنه لا يجوز أن تسقى الكلاب ماء عكرًا فى بلاد المسلمين، ورصدوا حركة هجرة الطيور فكانوا يزرعون الحبوب فإذا حل الطير فى أرضهم ألقوا إليه الحب، وكانوا يلقون الحب على أسطح الجبال حتى لا يقال بأن الطير قد جاع فى بلاد المسلمين. كما أن كُتب الفقه الإسلامى والشريعة الإسلامية تفوح فصولها بإنسانية رفيعة فتجد حث على عتق الرقاب وتشوف للحرية، ورحمة بالضعفاء وأصحاب الأعذار، بل ورحمة بالميت، حيث نصت الشريعة على أن كسر عظم الميت ككسر عظم الحى، بل أمرت بأنه إذا دخلت قطة عمياء إلى بيتك فلا يجوز لك شرعًا أن تخرجها من بيتك لأنها لا تقوى على إطعام نفسها، هذه لمحة من إنسانية الإسلام تلك الإنسانية التى تعد فريضة غائبة عن واقعنا المعاصر.

من علماء الأزهر والأوقاف