علم المنطق هو أحد العلوم المهمة والاساسية التى تتبنى دلالات العقل لفهم معطيات حياتيه ووضع ميزان للافعال والأقوال يبين صحة هذه الأشياء ومدى اتفاقها مع المنطق العقلى، وهو ما يسمى بالمعقولية وبسط الكثير من أقوال وأفعال السياسيين الكبار تصاب بخيبة أمل على مستقبل البشرية، فقادة كبار بيدهم مقاليد الحكم لدول كبرى يصدرون تصريحات غريبه وعجيبة وغير منطقية واستحاله تنفيذها، بل لا يمكن تصورها عقلا تحت أى ظرف، و لهذا فالسؤال الذى يطرح نفسه الآن، هل من المعقول أن تكون هذه الأحاديث جادة وواقعية ومن يصدرها يدرك أبعادها الحقيقة؟ إن هذا الامر من شدة خياله وغباءه يتطلب النظر إليه بمنظور آخر، فهل يستطيع ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية؟ وهل يقدر على ضم قناة بنما وكندا والاستيلاء على نصف معادن أوكرانيا وإلزام اليابان وكوريا الجنوبية دفع مائتى مليار والكثير من هذه الطلبات التى لا يتصور عقلا تنفيذها على أرض الواقع؟ فما المراد من كل الأحاديث الغريبة؟ أعتقد أن هذه المنهجية هى تطبيق إلى ما يمكن تسميته بالخداع الاستراتيجى، فليست كلمات عابرة بل هى مقصودة بخلق واقعا وهميا، بحيث تصبح المسائل المستحيلة عقلا قابلة للحوار، وهذه مدرسة تهدف لاستراتيجية تقوم على إعادة طرح الأفكار بشكل متكرر حتى تصبح مألوفة عبر الة إعلامية ضخمة ووضع الناس فى موقع المدافع ورد الفعل، وهذا يشتت الافكار ويؤثر على الوعى العام ويصبح المستحيل قابل للنقاش والتفكير فى طرح بدائل تخفف من الآثار المترتبة على تنفيذ تلك المخططات، ومن ثم تصبح تلك المستحيلات أمور قابلة للحوار، فموضوع تهجير الفلسطينيين وتكرار التأكيد عليه يجعل التعامل معه بمرونة أكثر وفتح حوار فى ذلك وأصبح الخلاف إلى أين يذهبون وتناسى العالم جراىم الإبادة الجماعية وجراىم الحرب التى ارتكبت ضد أهل غزة المدنيين بفعل الضجة الإعلامية لتصورات ترامب ومقترحاته بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن والسعودية وتحويل غزة إلى ريفيرا الشرق وكأنه حل خارج الصندوق وباعتباره حل لا مفر منه بل الحديث قد يتطرق إلى الطريقة المثلى لتنفيذه، والحقيقة أن تحويل المستحيلات ألى واقع ممكن تحقيقه بسبب ضغط القوة الذى يمارسه ترامب يواجه قوة لا يتصورها تكون حائل دون تنفيذ مخططاته، حيث أن هناك عقيدة راسخة لدى الفلسطينيين بأن تهجيرهم دونه الموت ولا حياة لهم إلا فى وطنهم ولا يمكن إجبارهم على غير ذلك، ثانيا رفض مصر والأردن والسعودية مسألة التهجير إلى بلادهم أو إلى غيرها، وهذه رغبة الشعوب العربية وأكد عليها مرارا وتكرارا الرئيس السيسى، والملك عبدالله ملك الأردن، وولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق فإن هذه المخططات ستذهب أدراج الرياح ورفض خطة ترامب تخطى الدول العربية وأصبح مطلبا دوليا، فكثير من دول العالم ودول الاتحاد الأوروبى ترى أن هذه الخطة تهدد الأمن والسلم الدوليين، حتى أنه فى ١٣ فبراير ٢٠٢٥ وقع أكثر من ٣٥٠ حاخاما بالإضافة إلى عدد من النخب من أتباع الديانة اليهودية فى الولايات المتحدة على إعلان نشر فى صحيفة نيويورك تايمز أدانوا فيه خطة ترامب الداعية الى أوسع عملية تطهير عرقى ضد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، وجميعهم قالوا بالبنط العريض لا للتطهير العرقى للفلسطينيين من أرض وطنهم ودولتهم واعتبار هذا الأمر أكبر الجرائم فى القرن الحادى والعشرين على أية حال لا مرحبا بكل من يسعى أو يخطط او يريد وتسول له نفسه إلحاق الضرر بوطننا الغالى ويعتقد انه يستطيع ان يجبر دولة عمرها ٧٠٠٠ عاما وهم من شتات العالم ومجرميه وعمرهم مائتى عام ويذهب به عقله بعيدا فبئس ماذهب إليه، ومرحبا به فى «العباسية».