الكرملين: بوتين يرحب بزيارة ترامب وبحضور قادة العالم في عيد النصر

أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرحب بجميع قادة العالم الراغبين في مشاركة روسيا احتفالاتها بعيد النصر في موسكو، كما أبدى ترحيبه بزيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أي وقت يتم الاتفاق عليه.
وقال بيسكوف إن الرئيسين بوتين وترامب أجريا مؤخراً اتصالاً هاتفياً استمر ساعة ونصف، ناقشا خلاله قضايا رئيسية تتعلق بالتطبيع بين البلدين وتسوية الأزمة الأوكرانية، وأضاف أن الزعيمين اتفقا على التحضير لعقد لقاء ثنائي، إلى جانب تشكيل فريقين للمفاوضات بشأن أوكرانيا وتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وأوضح بيسكوف أن اللقاء بين بوتين وترامب "يتطلب تحضيرات خاصة وله أهمية كبيرة"، مؤكداً أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا لن تؤثر في سير المباحثات بين الطرفين، قائلاً: "كما تُفرض العقوبات بسرعة، يمكن رفعها بسرعة أيضاً".
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن الرئيس بوتين يثمن موقف ترامب المتمسك بحل القضايا العالقة عبر الحوار، معتبراً أن هذا النهج "يعجب كل من يفكر بعقلانية وموضوعية"، وأضاف: "روسيا والولايات المتحدة ستبحثان السلام لا الحرب".
كما تناول الزعيمان قضية تبادل الموقوفين والسجناء، وسبل التسوية في أوكرانيا، وفقاً لما ذكره بيسكوف، وأكد أن واشنطن تُعدّ النظير الرئيسي لموسكو في مفاوضات التسوية الأوكرانية، دون التطرق إلى أي دور محتمل لأوروبا أو أوكرانيا في المباحثات المرتقبة.
وحول زيارة ترامب إلى روسيا، أكد بيسكوف أن الرئيس السابق يستطيع زيارة روسيا "في أي وقت يتم الاتفاق عليه"، مضيفاً أن هذه الزيارة قد تكون بمثابة إشارة قوية على إمكانية حل المشاكل العالقة بين البلدين عبر الحوار.
وذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" أن ترامب أعرب عن رغبته في لقاء بوتين في السعودية، وهو ما قد يفتح باباً جديداً لتعاون غير مسبوق بين الجانبين.
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الروسي جميع رؤساء الدول الراغبين في مشاركة روسيا احتفالاتها بعيد النصر، الذي سيقام في التاسع من مايو المقبل، مؤكداً أن هذا اليوم يمثل فخراً وطنياً كبيراً لروسيا.
وأضاف بيسكوف: "إن قررت الولايات المتحدة إرسال مسؤولين رفيعي المستوى إلى روسيا، يمكن إلغاء العقوبات الشخصية بشكل عاجل"، ما يشير إلى إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي سريع في حال تم استئناف التواصل المباشر بين البلدين.
زيلينسكي يحذر أوروبا من تحركات أمريكية-روسية بمعزل عن كييف
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، الحلفاء الأوروبيين من احتمال عقد الولايات المتحدة اتفاقاً مع روسيا "من وراء ظهر" كييف، داعياً أوروبا إلى تعزيز قدراتها العسكرية والعمل بشكل مستقل عن الدعم الأمريكي.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي شهد حضور عدد كبير من المسؤولين الدوليين، قال زيلينسكي: "أرى حقاً أن الوقت حان لإنشاء القوات المسلحة الأوروبية"، مشدداً على ضرورة اتخاذ أوروبا خطوات فعلية لتأمين نفسها، وأضاف: "الزمن الذي كانت فيه أمريكا تدعم أوروبا لمجرد أنها فعلت ذلك دائماً قد انتهى".
أثار زيلينسكي القلق بشأن أول اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع دون التشاور مع الأوروبيين أو التنسيق مع كييف، وأشار زيلينسكي إلى أن هذه الخطوة تعكس تغيّراً محتملاً في الموقف الأمريكي تجاه الصراع في أوكرانيا.
وأكد زيلينسكي أن ترامب تواصل لاحقاً معه، لكنه لم يسعَ إلى التوصل إلى اتفاق مسبق بشأن استراتيجية تفاوضية بين واشنطن وكييف قبل التواصل مع موسكو.
وفي كلمته، دعا زيلينسكي الدول الأوروبية إلى إنشاء قوة عسكرية مشتركة، قائلاً إن الاعتماد على الدعم الأمريكي لم يعد كافياً لضمان أمن أوروبا، وأضاف: "أوكرانيا اليوم في الخطوط الأمامية للصراع، ولكن التحدي الذي نواجهه قد يصبح تحدياً لأوروبا بأكملها إذا لم يتم اتخاذ الخطوات اللازمة".
وحث زيلينسكي الحلفاء الأوروبيين على اتخاذ موقف موحد تجاه روسيا، مشيراً إلى أن استمرار الدعم الأمريكي والأوروبي لكييف خلال السنوات الثلاث الماضية كان أساسياً لمواجهة النفوذ الروسي، لكنه حذر من أن التقاعس الأوروبي قد يضعف الموقف الغربي أمام موسكو.
تصريحات زيلينسكي تأتي وسط جهود أوروبية لإعادة تقييم دورها الأمني والدفاعي في ظل تغير المواقف الأمريكية بشأن قضايا عالمية، ومن المتوقع أن تفتح هذه الدعوة باب النقاش حول مستقبل العلاقات عبر الأطلسي ودور أوروبا في حماية أمنها القومي.