وقاية النباتات ينظم برنامجًا تدريبيًا حول الإدارة المتكاملة لآفات النباتات الطبية والعطرية
نظم معهد بحوث وقاية النباتات برنامجًا تدريبيًا بعنوان "الإدارة المتكاملة لآفات النباتات الطبية والعطرية وأهميتها كمراعٍ للنحل"، استمر لمدة ثلاثة أيام بفرع المعهد في المنصورة بمحافظة الدقهلية، وذلك في إطار جهوده لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة وحماية التنوع البيولوجي.
وأوضح الدكتور أحمد عبدالمجيد، مدير المعهد، أن البرنامج ركّز على الدور الحيوي لإدارة آفات النباتات الطبية والعطرية في الربط بين الزراعة المستدامة وتربية النحل، مشيرًا إلى أن هذه النباتات ليست فقط عنصرًا أساسيًا في الصناعات الدوائية والغذائية، بل تُعد أيضًا مراعي طبيعية غنية للنحل، حيث تحتوي على مركبات طبيعية ذات خصائص مضادة للميكروبات والفطريات، مما يعزز مناعته ويقلل من إصابته بالأمراض. كما تسهم هذه النباتات في تحسين جودة العسل وزيادة قيمته الاقتصادية بفضل خصائصه الغذائية والعلاجية، مما ينعكس إيجابيًا على دخل المزارعين ومربي النحل.
تضمّن البرنامج محاضرات علمية قدّمها نخبة من خبراء وقاية النباتات، حيث ناقشوا أحدث الأساليب العلمية للإدارة المتكاملة لآفات هذه النباتات، مع التركيز على الممارسات البيئية الآمنة التي تحافظ على صحة النحل والكائنات النافعة الأخرى، وذلك تحت إشراف الدكتور نبيل غانم، رئيس فرع المعهد بالمنصورة.
يأتي هذا البرنامج ضمن توجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتعليمات الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، لتعزيز البحث العلمي التطبيقي ونقل المعرفة إلى المتخصصين والباحثين وطلاب الجامعات، بما يساهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
كنز زراعي واقتصادي يدعم الاستدامة:
تُعد النباتات الطبية والعطرية من أهم المحاصيل الزراعية ذات القيمة الاقتصادية العالية، حيث تلعب دورًا محوريًا في العديد من الصناعات الدوائية، ومستحضرات التجميل، والصناعات الغذائية. وتمثل هذه النباتات موردًا طبيعيًا مستدامًا يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي، إلى جانب دورها الحيوي في دعم تربية النحل وتحسين جودة العسل.
أهمية النباتات الطبية والعطرية:
تحظى النباتات الطبية والعطرية بأهمية كبرى نظرًا لاحتوائها على مركبات طبيعية ذات خصائص علاجية، حيث تُستخدم منذ القدم في الطب التقليدي لعلاج العديد من الأمراض، كما أن زيوتها العطرية تُستخدم في صناعة العطور ومستحضرات التجميل، مما يجعلها من المحاصيل الاستراتيجية التي توفر فرصًا اقتصادية واعدة.
أبرز أنواع النباتات الطبية والعطرية:
تتنوع النباتات الطبية والعطرية لتشمل العديد من الأنواع، من بينها:
- النعناع: يُستخدم في المشروبات ويتميز بخصائصه المهدئة للمعدة.
- البابونج: معروف بفوائده في تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم.
- الريحان: يُستخدم في الطهي وله فوائد صحية عديدة.
- الكركديه: يُستخدم في المشروبات وله تأثير خافض لضغط الدم.
- إكليل الجبل (الروزماري): يُستخدم في الطهي وله خصائص مضادة للأكسدة.
الفوائد الاقتصادية والبيئية:
يعتبر قطاع النباتات الطبية والعطرية أحد المحركات الاقتصادية الواعدة، حيث يساهم في خلق فرص عمل للمزارعين والمُصنّعين، كما يدعم الصناعات المحلية والتصدير إلى الأسواق العالمية، إضافةً إلى ذلك، تلعب هذه النباتات دورًا بيئيًا مهمًا في تحسين خصوبة التربة وتقليل استخدام المبيدات الكيميائية، خاصة عند اتباع أساليب الزراعة العضوية والممارسات المستدامة.
التحديات وسبل التطوير :
على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه النباتات، فإن زراعتها تواجه عدة تحديات، من بينها الحاجة إلى تطوير أساليب الزراعة، والاهتمام بالبحث العلمي لتحسين الإنتاجية، فضلًا عن توفير الدعم الفني للمزارعين، لذا، تسعى الجهات البحثية ووزارة الزراعة إلى تقديم برامج تدريبية متخصصة لتعزيز كفاءة الإنتاج وتحقيق أعلى استفادة اقتصادية من هذه النباتات.
تمثل النباتات الطبية والعطرية ثروة زراعية واعدة يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالمنتجات الطبيعية والصديقة للبيئة، ومن خلال تطوير تقنيات الزراعة والتصنيع، يمكن أن تصبح هذه النباتات مصدرًا رئيسيًا للدخل وتعزيز تنافسية المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق الدولية.
