الصين تدعو لدعم آلية متعددة الأطراف لضبط التسلح برعاية الأمم المتحدة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، اليوم ، استعداد بلاده للعمل مع جميع الدول لدعم آلية متعددة الأطراف لضبط ومراقبة التسلح، مع التأكيد على دور مركزي للأمم المتحدة في هذه الجهود.
وقال المتحدث الصيني: "تعرب الصين عن استعدادها للعمل مع جميع الأطراف لدعم آلية ضبط الأسلحة المتعددة الأطراف بحزم، وأن تكون الأمم المتحدة في مركزها، والمساهمة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين"، تأتي هذه التصريحات وسط تزايد الدعوات الدولية لتعزيز التعاون في مجال خفض التسلح ومنع سباق التسلح.
وفي تطور مرتبط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق، عزمه مناقشة خفض الإمكانات النووية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، وأشار ترامب إلى إمكانية عقد قمة تجمع الزعماء الثلاثة لبحث سبل تقليص الإنفاق الدفاعي المتبادل.
وشدد ترامب، خلال حديثه مع الصحفيين، على أنه لا يرى ضرورة لتكديس الأسلحة النووية، مؤكدًا استعداده لمناقشة خفض كبير في الإنفاق الدفاعي الأمريكي يصل إلى النصف، وقال ترامب: "علينا جميعًا أن نعمل على تقليل الإنفاق العسكري المفرط وتحويل الموارد إلى تحقيق الاستقرار العالمي".
تأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد التوترات بين القوى الكبرى، ما يعزز الحاجة إلى تعزيز آليات ضبط التسلح لضمان الأمن الدولي، وترى الصين، التي دعت إلى دور مركزي للأمم المتحدة في هذه الجهود، أن التعاون المتعدد الأطراف هو السبيل الأمثل لتحقيق التوازن بين القوى النووية الكبرى.
اقتراح ترامب بعقد قمة ثلاثية يهدف إلى جمع القوى النووية الرئيسية لبحث خطوات ملموسة لتقليص القدرات الدفاعية النووية والعسكرية، وإذا تم عقد القمة، فستكون خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة، روسيا، والصين، وقد تمهد الطريق لاتفاقيات دولية جديدة.
مع تزايد القلق الدولي بشأن سباق التسلح النووي وتزايد التوترات الجيوسياسية، تُعد هذه المبادرات فرصة لتعزيز الثقة بين القوى الكبرى والعمل على خفض التهديدات النووية، يبقى نجاح هذه الجهود رهينًا بمدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات وضمان تنفيذ اتفاقيات فعالة تخدم الأمن والسلام العالميين.
مستعمرون يزرعون أشجارًا في أراضي مسافر يطا تمهيدًا للاستيلاء عليها
أقدم عشرات المستعمرين، اليوم ، على زراعة أشجار في أراضي المواطنين بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل، في خطوة تهدف إلى تعزيز السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
وذكر الناشط أسامة مخامرة في تصريح لوكالة "وفا" أن المستعمرين، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، قاموا بزراعة أشجار قرب منازل المواطنين في خربة أم الخير بمسافر يطا، وأوضح أن هذه الخطوة جاءت بعد أعمال حفر نفذوها في المنطقة قبل أسبوعين، حيث رفعوا أعلام دولة الاحتلال تمهيدًا للاستيلاء على الأراضي.
وأضاف مخامرة أن المستعمرين لم يكتفوا بذلك، بل قاموا أيضًا بزراعة الأشجار في أراضي المواطنين بمنطقة بيرين شرق الخليل، في تصعيد جديد يهدف إلى فرض الأمر الواقع على الأرض.
تشهد منطقة مسافر يطا تصاعدًا في اعتداءات المستعمرين، حيث يمنعون المواطنين من الوصول إلى حقولهم ومراعيهم، ويدفعون بقطعان ماشيتهم إلى الحقول لإتلاف المحاصيل، وقد تضررت مساحات واسعة من محاصيل القمح والشعير بفعل هذه الانتهاكات، فضلًا عن ملاحقة المزارعين والرعاة بهدف تهجيرهم وتسهيل الاستيلاء على الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني.
أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تقرير حديث لها أن المستعمرين نفذوا الشهر الماضي 318 عملية تخريب وسرقة استهدفت ممتلكات المواطنين، وشملت هذه العمليات اقتلاع 969 شجرة، منها 960 شجرة زيتون، توزعت الاعتداءات على محافظات مختلفة، إذ شهدت الخليل اقتلاع 350 شجرة، و328 في بيت لحم، و160 في سلفيت، و100 في نابلس، و31 في رام الله.
وتعتبر هذه الاعتداءات جزءًا من سياسة الاحتلال والمستعمرين لتضييق الخناق على الفلسطينيين في مسافر يطا، والتي تعد واحدة من المناطق الأكثر عرضة للمصادرة والتهويد، ويعاني سكان المنطقة من تكرار عمليات الهدم، الاعتداء، والمنع من الوصول إلى أراضيهم، ما يجعلهم في مواجهة يومية للحفاظ على حقوقهم وأراضيهم.
في ظل استمرار هذه الانتهاكات، يدعو الفلسطينيون المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للتدخل العاجل لوقف الاعتداءات المستمرة وحماية الأراضي الفلسطينية من المصادرة والتهويد، مؤكدين على أهمية تعزيز صمود الأهالي في مواجهة المخططات الاستعمارية.