كاراسين ينتقد عرض زيلينسكي لترامب: بيع الموارد الأوكرانية مقابل "ضمانات أمنية"

علق رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، غريغوري كاراسين، على العرض الذي قدمه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، بشأن إمداد الولايات المتحدة بالمعادن النادرة مقابل "ضمانات أمنية".
وكتب كاراسين على قناته في "تيلغرام": "يبدو أن المخزي رئيس النظام في كييف قد تذكر مهاراته السوقية المنسية، وها هو يتحدث بجدية عن بيع جميع الموارد المعدنية في أوكرانيا للأمريكيين، وها هو يسرد قائمة تتضمن خامات الذهب والفحم والتيتانيوم والمنغنيز، والقائمة، بطبيعة الحال، أطول من ذلك بكثير".
وأضاف السيناتور الروسي: "تمعنوا وفكروا فقط في كل ذلك! قام وبكل جدية بطرح الأمر والتعبير عنه كمواقف يطالب بها وخرائط للمناجم، لا أفهم، هل الأوكرانيون مستعدون حقا جميعا لبيع أنفسهم كدولة كاملة ليصبحوا أتباعا إلى الأبد؟ ماذا عن الكبرياء، والمنطق السليم، ومصير الأجيال القادمة؟ وبالمناسبة، هل هناك أي خطط أخرى لبيع سماء أوكرانيا والهواء الموجود فيها؟"، وأشار إلى أن ما وصفه بـ"السخافة والتفكير اللامعقول" قد يؤديان إلى نتائج غير متوقعة.
وكان زيلينسكي قد أبدى قبل أيام استعداده للعمل مع ترامب لتزويد الولايات المتحدة بالموارد الأرضية النادرة والمعادن الأخرى، مقابل استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، تحدث الرئيس الأوكراني عن مخزون هائل من هذه الموارد، معتبراً أنها يمكن أن تكون جزءاً من صفقة لإقناع ترامب بدعم بلاده أمنياً.
وقال زيلينسكي: "لقد ساعد الأمريكيون أكثر من غيرهم، وبالتالي ينبغي للأمريكيين أن يكسبوا أكثر، وينبغي أن تكون هذه الأولوية لهم، وهذا ما سيحصلون عليه، وأود أيضا أن أتحدث عن هذا مع الرئيس ترامب"، كما كشف عن مناقشات جارية بين كييف وواشنطن بشأن إمكانية استخدام أوكرانيا كموقع لتخزين الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، من خلال منشآتها الضخمة تحت الأرض.
وكانت أوكرانيا قد طرحت فكرة فتح معادنها الحيوية للاستثمار من قبل الحلفاء في الخريف الماضي، حيث أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن كييف ترى في ذلك خطوة تتماشى مع إحدى نقاط خطة زيلينسكي، التي تهدف إلى جعل الرواسب المعدنية الأوكرانية، بما في ذلك الغرافيت والتيتانيوم والليثيوم، متاحة للشركات الأمريكية.
ترامب يعتمد سياسات هجرة صارمة تستهدف المهاجرين اللاتينيين
كشفت صحيفة "الباييس" الإسبانية، اليوم الأحد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى تنفيذ سياسات هجرة صارمة، تستهدف بشكل خاص المهاجرين اللاتينيين، وهو ما وصفته الصحيفة بمحاولة لتحويل الولايات المتحدة إلى "منتجع للبيض"، وأوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب تبنّت سياسة جديدة تهدف إلى خلق "عدو داخلي" يتمثل في المهاجرين اللاتينيين، الذين يتم تصويرهم على أنهم تهديد يجب طرده من البلاد.
وأضاف التقرير أن الإدارة الأمريكية ألغت، بعد ساعات فقط من تنصيب ترامب في 20 يناير الماضي، سياسة عهد الرئيس السابق جو بايدن التي كانت تحظر اعتقالات المهاجرين في أماكن حساسة مثل المدارس، وأماكن العبادة، والمرافق الصحية، كما وقع ترامب مرسومًا رئاسيًا بإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، ما أدى إلى توسيع صلاحيات وزارة الأمن الداخلي، ومنح الأجهزة الأمنية سلطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين بسرعة دون الحاجة إلى قرارات محكمة الهجرة.
وفي خطوة غير مسبوقة، تم استخدام الطائرات العسكرية الأمريكية لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، وهي سياسة وصفها المراقبون بأنها تصعيد حاد في نهج إدارة ترامب تجاه ملف الهجرة.
وفي هذا السياق، صرّح توم هومان، المسؤول عن أمن الحدود الأمريكية، بأن الإدارة الأمريكية رحّلت أكثر من 4,000 مهاجر خلال الأسبوع الأول فقط من ولاية ترامب الرئاسية، في مؤشر على التشدد المتزايد في تطبيق سياسات الهجرة.
وقد أثارت هذه الإجراءات انقسامًا واسعًا داخل الولايات المتحدة، حيث يرى منتقدوها أنها تعكس سياسات تمييزية تهدف إلى تعزيز الهيمنة العرقية البيضاء، فيما يدافع عنها مؤيدو ترامب باعتبارها إجراءات ضرورية لحماية أمن البلاد وضبط تدفق الهجرة غير الشرعية، ومع استمرار الجدل حول هذه السياسات، يترقب المراقبون تأثيرها على المشهد السياسي والانتخابي في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.