رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

كلام فى الهوا

هناك قصيدة رمزية لأمير الشعراء أحمد شوقى، يُقدم فيها صفات الثعالب الذين يقدمون أنفسهم لنا فى ثياب الواعظين حتى نُخدع فيهم ويقوموا بعد ذلك بالقضاء على أحلامنا، يقول فى مطلعها «بـرز الـثـعلب يوما فى ثياب الواعظينا ! فـمـشى فى الأرض يهذى ويسب الماكرينا» فثعالب هذا العصر هم الذين يَدعون النزاهة والشرف ويتفاخرون بنظافة الأيدى، وهم فى الحقيقة ليسوا كذلك على الإطلاق. يعتبرون ما يصدر عنهم من رأى هو الرأى الوحيد الصحيح وأنهم معصومون من الخطأ، يمدحون الجاهل ويسبون العالم، إذا صادف وقابلت واحداً منهم تسمع من طرفة لسانه حلاوة، يتظاهرون به ويفعلون شيئاً آخر، كلامهم متناقض حسب الظروف، وفى أحيان كثيرة مُضللون، ينشرون بين الناس الوهم، ورغم ذلك لا تستطيع للوهلة الأولى كشفهم، ولا تستطيع أن تُميز فى حديثهم الصدق من الكذب، لأن كلامهم ساحر، يظهرون أمامنا فى ثياب الواعظين، إلا أن أفعالهم تكشف المسافة الكبيرة بين القول والفعل، هؤلاء ثعالب هذا الزمان الذين يُتاجرون بمستقبلنا، ولا يتمنون خيرًا لنا، يكذبون طوال الوقت، والطيبون يُصدقونهم، خاصة لو كان فى الدين، يقولونه وهم فى ثياب الشيوخ ويمسكون فى أيديهم السبح والسواك.
لم نقصد أحدًا!!