جمعة: الإسراء والمعراج معجزة تُظهر عظمة سيدنا محمد

صرّح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، بأن سيدنا محمد ﷺ هو "صخرة العالمين والكونين"، وبيّن أن هذا الوصف يعني أن جميع الناس تستند إليه ﷺ، فهو خير سند ومعتمد كالصخرة الراسخة، والعالمين هنا تشمل الدنيا والآخرة، وعالم الشهادة وعالم الغيب، كما ورد في قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.
معجزة الإسراء والمعراج
وأشار جمعة إلى أن النبي ﷺ جمع في شخصه كل ما اختُصَّ به الأنبياء، وأجرى الله على يديه معجزات فاقت الألف، متفردًا بمعجزات تتجاوز قوانين الكون المعتادة، ومنها معجزة الإسراء والمعراج.
معجزة الإسراء والمعراج: خرق لقوانين الكون
قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وأكّد الإمام الألوسي أن تعبير "السميع البصير" قد يكون إشارة إلى النبي ﷺ، إذ أراه الله وسمّعه في تلك الليلة ما لم يكن يخطر على قلب بشر.
في تلك الليلة المباركة، ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، أُسري بالنبي ﷺ في رحلة سماوية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء السابعة وسدرة المنتهى، في وقت لا يتجاوز دقائق معدودة. وأوضح جمعة أن هذه الرحلة لا يمكن تفسيرها بسرعة الضوء أو الصوت، بل هي أمر إلهي تحقق بـ"كن فيكون".
الجسد والروح: نقاش حول طبيعة الإسراء
أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت رحلة الإسراء والمعراج بالروح فقط أم بالجسد والروح معًا. وأجاب جمعة بأن القرآن الكريم قال: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، والعبد يشمل الجسد والروح معًا، مما يُظهر أن الرحلة كانت كاملة وشاملة.
الإيمان بالمعجزة: دليل على قدرة الله
أكد جمعة أن معجزة الإسراء والمعراج تعجز العقل البشري وتخرق قوانين الكون، مما يجعل الإيمان بها جزءًا من الإيمان بقدرة الله المطلقة. وأضاف أن النبي ﷺ اختص بهذه الرحلة وحده، وأثبت صحتها بذكر تفاصيل دقيقة عن بيت المقدس والقوافل التي مر بها أثناء الرحلة، مما أدهش الحاضرين حينذاك.
وختم جمعة حديثه بالتأكيد على أن هذه المعجزة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي دليل على عظمة النبي ﷺ وقدرة الله سبحانه وتعالى التي تتجاوز كل القوانين الكونية.