قطوف
حادث
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

منذ ذلك الحادث وأنا أستيقظ على كابوس مفزع وأرى نفسي أقود السيارة وأبى بجواري ثم أصطدم بشاحنة كبيرة. لا أعرف إلى متى سأظل أرى هذا الكابوس. أتمني أن أنعم بنوم هادئ كما كنت في السابق. جلست على فراشي لمدة وأنا أستعيد أنفاسي لأجد أبى يجلس في زاوية الغرفة وينظر إلىّ. تحدثت معه وأنا مندهشة من جلوسه في غرفتي هكذا، ولكنه لم ينطق بكلمة. ظل يحدق بي، أعتقد أن الحادث قد أثر على حاسة السمع لديه، إنه لا يسمعني ولا يتحدث معي منذ ذلك الحادث اللعين، أنا أعرف أنني مخطئة ولكن لم أظن للحظه أنني سأكون السبب في أن تفقد صوتك، لقد اشتقت لصوتك حقا يا أبي. قطع تفكيري صوت طرق الباب، إنه عمى جاء ليزور أبى ولكن متى جاء عمي من الصعيد، إن مسافة السفر تستغرق حوالي تسع ساعات ولم يخبرنا حتى بقدومه، فتح أبي الباب لعمي ورحب به. ماذا؟ إن أبي يتحدث! إذن إنه سليم، لماذا يتجاهلنى هكذا؟ وقفت لأتصنت على عمي وأبي، لأعلم لماذا جاء إلي هنا. إنه يواسي أبي ويخبره أنه لا يجب أن يظل أسيرا لحزنه يعلم أن حادث وفاتي كان أليما ولكن يجب أن يتقبل قضاء الله.
جيهان محسن