كلام فى الهوا
الصداقة الافتراضية هى صداقة هذا العصر، تعتبر تعويضًا عن الصداقة الحقيقية، وهى تغير وانعكاس العالم الذى انتشر فيه الانفصام والعزلة والتفرد والاغتراب بين البشر. فها هم «سكان العمارة الواحدة» التى فقد فيها سكانها الود والألفة بينهم. وأيضًا فى البيت الواحد.. كل واحد منهم يجلس مع تليفونه الذى خلق هذا النوع من الصداقة الزائفة بين الواقع والخيال أفاق جديدة قائمة على نظرية الأغتراب والتباعد، فالصديق على مواقع التواصل يُظهر لك الجانب الجميل لديه، ولا ترى غيرها من حيث الصورة والكلام، فى الوقت الذى تبتعد عن أصدقاء الواقع بعد أن ترسخت لدى البعض فكرة تقول إن الإنسان ذئب للإنسان. لعل هناك تجارب حول غدر الأصدقاء التى أفقدتهم الثقة فى بعضهم البعض، ولعل هذه النظرة المتشائمة هى التى أفقدت الصديق صديقه، رغم أن الفيلسوف اليونانى أرسطو أعتبر الصداقة هى مدخل الحياة السعيدة وبدونها لا معنى للحياة وأنها أساس المدينة الفاضلة لأنها حائط الصد بين أمواج الحياة العاتية، لذلك يجب أن يمهد المجتمع لدعم العلاقات الإنسانية ومنها الصداقة، وذلك بإزالة القلق والمحافظة على حقوق الناس والتسهيل عليهم فى تقديم إلتزاماتهم، فالقلق والأغتراب الذى يخلقه البعض هو أساس إنعدام الصداقة والعلاقات الأسرية.
لم نقصد أحدًا!