أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية بعنوان "خلق الحلم والأناة"
عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، أمسية دعوية كبرى بالمسجد الكبير التابع لإدارة أوقاف مركز شمال الفيوم.
يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، ومديرية أوقاف الفيوم، لنشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وفضيلة الشيخ محمد رجب خورشيد مدير إدارة أوقاف مركز شمال الفيوم،وعدد من الأئمة والعلماء المميزين، وجمع غفير من رواد المسجد، حيث تناول العلماء الحديث حول "خلق الحلم والأناة".
العلماء: الحلم هو ضبط النفس عند الغضب وكفها عن مقابلة الإساءة بمثلها
وخلال اللقاء أكد العلماء أن الحلم هو ضبط النفس عند الغضب، وكفها عن مقابلة الإساءة بمثلها وإلزام هذه النفس حال غضبها بحكم الشرع، وتغليب المصلحة، ابتغاءاً للأجر والمثوبة من الله في الدنيا والآخرة قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
وأوضح العلماء، أن الحليم اسم من أسماء الله، وصفة من صفاته، فكم من الأخطاء والمعاصي والزلات ونكران النعم يرتكبها أبن آدم، ومع ذلك نجد رباً غفوراً حليماً منعماً؛ يتجاوز عن السيئات،ويقبل التوبة ويزيد في الحسنات،ويترك الفرصة تلو الفرصة لعباده، ولا يعاجلهم بالعقوبة؛ كما قال سبحانه: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ). وقال تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ.
وفي الختام، أشار العلماء إلى أن من وهبه الله هذه الخصلة الرائعة، فقد دق أبواب الجنة عن قرب، فإن الله يحب الحلم والأناة، فإذا رأيت مسلمًا لطيفًا، يحلم على الناس، ويعفو عن أخطائهم، ويتحمل أذاهم، ولا يحرجهم بكلمة سوء، فاقترب منه، وأغبطه على هذا الخلق الجليل، فإنه نعم الأديب يتعلم منه ونعم الأدب يتحلى به.


