التوسل بالنبي عند الشعراوي.. بين المشروع والممنوع

أكد الشيخ محمد متولي الشعراوي، الإمام الداعية المعروف، أن التوسل بالنبي محمد ﷺ من القضايا التي يجب التعامل معها بفهم عميق للنصوص الشرعية.
التوسل المشروع
تناول الشعراوي هذه المسألة في أكثر من مناسبة، موضحًا الأسس الشرعية التي تُبيح التوسل ومتى يكون جائزًا ومتى يُعد تجاوزًا، التوسل مشروع عند الحاجة أوضح الشعراوي أن التوسل بالنبي ﷺ جائز، بشرط أن يكون الوسيط هو عمل الإنسان أو التوجه إلى الله بدعاء النبي.
وذكر أن النصوص التي تدعم التوسل كثيرة، منها قوله تعالى: "وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ"، مبينًا أن الوسيلة تشمل كل ما يُقرب العبد من ربه. وأكد أن النبي ﷺ كان خير وسيلة للمسلمين للدعاء إلى الله في حياته، وما زال ذلك الأمر مشروعًا بعد وفاته عند الحاجة.
الفرق بين التوسل المشروع والممنوع
الفرق بين التوسل المشروع والممنوع، بيَّن الشيخ الشعراوي أن التوسل بالنبي ﷺ لا يعني عبادة النبي أو الشرك بالله، بل هو طلب العون من الله بفضل النبي ومكانته. وشدد على أهمية الفهم الصحيح لهذا الأمر، حتى لا يُساء استخدامه أو يتجاوزه الناس إلى الغلو. وأضاف أن التوسل المذموم هو التوجه بالدعاء إلى غير الله باعتقاد أن أحدًا غير الله يملك قضاء الحاجات أو دفع البلاء.
التوسل المقبول
أما التوسل المقبول، فهو التوجه إلى الله مع الاستشفاع بالنبي. التوسل في الدعاء ذكر الشعراوي أن أفضل صيغة للتوسل هي الدعاء إلى الله بالاعتراف بفضل النبي ومكانته. واستشهد بحديث الأعمى الذي طلب من النبي أن يدعو له، فدعاه النبي إلى التوجه إلى الله مستشفعًا به. التوسل في حياة الشعراوي أشار الشعراوي في أكثر من مرة إلى تجربته الشخصية في التوسل والدعاء، مؤكدًا أن الله يجيب دعاء العباد إذا كان فيه يقين وإيمان خالص. بهذا التوضيح، يدعو الشيخ الشعراوي إلى الاعتدال في فهم التوسل بالنبي، ويركز على أهمية إخلاص النية لله.
ما حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
وفي هذا السياق أكدت دار الإفتاء المصرية أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأمور الجائزة والمستحبة، التي دلَّ على مشروعيتها واستحبابها الكتاب والسُنَّة وعمل الصحابة رضوان الله عليهم، وعليه جرى علماء المسلمين وعوامِّهم سلفًا وخلفًا من غير نكير، وهذا هو الحقُّ الذي دلَّت عليه النصوص، ولا عبرة بمن شذَّ ذلك.