إن الحضارات كانت تعيش عبر الزمان وقبل التاريخ ثم اندثرت وبقيت آثارها للحضارة التى تليها وكأنها دورة زمنية مغلقة، كلما بلغت ذروتها اندثرت لتنشأ حضارة جديدة بعلوم وحضارات جديدة، لأن الله تعالى يقول:
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)
ويقول أيضًا:
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
وهى إشارة إلى أن قوة الأقوام التى تتابعت من لدن آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة، إنما هى فى تناقص مستمر، ودليل ذلك من السنة قول النبى صلى الله عليه وسلم: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ)
سيبقى سر بناء الاهرامات لغزا يحير العالم إلى قيام الساعة حتى لا يقلدوا حضارة مصر القديمة.
هل قوم عاد هم من بنوا الاهرامات وليس لضخامة أجسامهم فقط ولكن هم كانوا أيضًا فى سقف العلوم والمعرفة وأن ارم تعنى هرم مثل مكة وبكة فى القرآن الكريم فقط تغيير الاسماء مع الزمان هو شىء وارد. ولكن العماد التى قال الله عز وجل انها لم يخلق مثلها فى البلاد وهى الاهرامات لم ولن يخلق مثلها فى البلاد ولم تتأثر ولم تتغير.. وهى حقًا لم يخلق مثلها فى بلاد العالم
إن بناء الأهرامات كان على يد نبى الله أدريس عليه السلام لأنها مبنية قبل عهد الاسرات وسيدنا ادريس كان يمتلك كل العلوم فى البناء والهندسة والطب والفلك والزراعة الخياطة وتخطيط المدن وغيرها كثير وهو ايضًا قد عاش الكثير ولأنه كان وارثا هذا العلم من ابيه نبى الله شيث عليه السلام ومن جده ابو البشر نبى الله آدم عليه السلام فالعلم هو الذى يجعلك تنقل ما هو أثقل من احجار الاهرامات وعن بناء الأهرامات انما بناها سيدنا ادريس فى المقام الاول ليحفظ فيه علومه وعلمه لأن قد اوحى اليه ان الأرض سيصيبها طوفان عظيم سيأخذ معه كل شىء فبنيت الأهرامات بدقة عالية لكى تتحمل الضغوط والعوامل الزمنية لكى تستفيد منها البشرية لاحقًا نستنتج بناة الأهرامات من داخل سور القرآن الكريم الذى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ العِمَادِ الَّتِى لَم يُخلَق مِثلُهَا فِى البِلَدِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُواْ الصَّخرَ بِالْوَادِ وفرعون ذى الاوتاد المقابر والمومياوات من زمن قدماء المصريين فعلا انما المعابد الكبيرة والأهرام كانت بالنسبة لقدماء المصريين اثار الأولين.
ولماذا يوجد رسومات الفراعنة على الجدران فيها ناس عمالقة وفيها ناس مثل أحجامنا هل لها تفسير ولماذا فى الآية الله عز وجل يخاطب الفراعنة ( وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال)
مهما كانت التصورات ستظل الحضارة المصرية لغزا يعجز عن حله انسان العصر الحديث وهذا سبب سحرها لانها إذا اتعرف كل حاجة فيها لفقدت هذا السحر وسيظل العالم عاجزا عن تصور واقعى لعملية البناء إلى أن تقوم الساعة أو أن يشاء الله.