رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

لا شىء يمكن أن نصف به ما أعلنه نتنياهو بعد عملية اغتيال يحيى السنوار سوى عبارة واحدة هى: 

غطرسة القوة. 

لقد أعلن رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب بعد عملية الاغتيال أن الحرب لم تصل إلى نهايتها بعد وأنها مستمرة.. وهذا الإعلان يدل فى حد ذاته على مدى ما ذهب إليه غرور القوة لدى إسرائيل، ثم لدى حكومة التطرف فيها. 

ومن قبل كان وزير الدفاع الفرنسى قد حذر الإسرائيليين من هذا المسلك، وقال لهم ما معناه إن عليهم ألا يغتروا بتحقيق نجاحات تكتيكية.. أى نجاحات قصيرة المدى.. ولكن غرور القوة نفسه منع رئيس حكومة التطرف من الاستماع إلى النصيحة الفرنسية. ولو أنه استمع إليها لكان قد سأل نفسه بعد عملية اغتيال السنوار فقال: وماذا بعد؟ 

ولو أنه أنصف نفسه لكان قد سأل السؤال ذاته بعد عملية اغتيال إسماعيل هنية فى طهران ٣١ يوليو، لا لشىء، إلا لأن اغتيال المعتدلين أو الأقرب إلى الاعتدال مثل هنية سوف يضعه مع المتشددين فى حركة حماس وجهًا لوجه. 

من قبل كانت إسرائيل قد اغتالت الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة، ومن بعده اغتالت كثيرين من قيادات الحركة أيضًا، ومن الواضح أن السنوار لن يكون الأخير إذا مضى الساسة المتطرفون فى الدولة العبرية على ما هُم ماضون عليه من تطرف، ومن تشدد، ومن عمى سياسى. 

إن اغتيال ياسين لم يحل المشكلة، ولا اغتيال هنية أدى إلى حلها، ولا اغتيال السنوار سوف يحلها هى أيضًا. 

ولكن سوف يحلها أن يفهم الساسة المتطرفون فى تل أبيب، أن الفلسطينيين أصحاب أرض وأصحاب حق، وأن دفاعهم عن أرضهم وحقهم يمثل قضية عادلة، وأن كل حل لا يعترف لهم بحقهم فى أرضهم، لن يؤدى إلا إلى المزيد من العنف والدم.. هذا ما تقوله التجربة منذ قامت إسرائيل فى ١٥ مايو ١٩٤٨، وهذا ما يقوله التاريخ، وهذا ما يقول به المنطق السليم للأمور. 

وإلا.. فالبديل أن يظهر هنية آخر، وسنوار آخر، وبغير سقف ولا عدد، وهذا ما لا تريد إسرائيل أن تفهمه، وإذا فهمته فإنها تتعامى عنه، وإذا تعامت عنه فإنها تجد نفسها فى مأزقها الحالى الذى لا ترغب فى أن تُقر به أو تعترف.