عصف ذهني
على مدى اليومين الماضيين، كان صبحى كابر الترند الاكثر تداولًا على وسائل التواصل الاجتماعى، وحديث رواد السوشيال الميديا بين متعاطف ورافض للواقعة التى تحدث عنها، بعد اضطراره لبيع مطعمه الشهير بشبرا فى مقابل سداد ديونه بعد تعرضه لعملية نصب، دفع فيها على حد قوله 120 مليون جنيه لاحد شركائه فى صفقة خاسرة!
وأيًا كانت حقيقة هذه الواقعة فإن موقعها هو أقسام البوليس أو ساحات المحاكم، للمطالبة بحقه المدنى من الذين احتالوا عليه، بدلًا من أن تصبح قضية مثيرة للاهتمام، فى وجود قضايا أهم أولى بالمناقشة من جانب السوشيال ميديا كالدعم، الذى يشغل معظم أجهزة الدولة الآن٠
كنا نأمل من رواد وسائل التواصل الاجتماعى، أن يفتحوا حوارًا هادفًا متزامنًا مع الحوار اللوطنى الذى يناقش الدعم، بعد أن قفز فوق 630 مليار جنيه بين دعم سلعى وخبز ووقود، وأن يتطرق الحوار إلى الطريقة المثلى لصرفه نقدى ام
عينى أى مادى أم سلعى؟
والأهم كيف يصل هذا الدعم إلى مستحقيه بالفعل؟ باعتبار السوشيال ميديا تمثل صحافة المواطن المعبرة عن رأيه بحرية، مع تحديد الفقير الذى لم نعرف وصفه حتى الآن، هل هو الذى لا يزيد دخله عن دولار يوميًا طبقًا لتعريف البنك الدولى، أم أنه الذى لا يتقاضى أجرًا ثابتًا، أو ذاك الذى يعمل بنظام اليومية؟
ويبقى السؤال الأهم فى الحوار المقترح، لمن نعطى الدعم للزوج أم للزوجة؟ خوفًا من أن ينفقه الزوج علي (مزاجه الخاص) مرحبًا، أو تثتأثر به الزوجة المطلقة؟
وتأتى النقطة الأهم هنا، كم سيكون مقدار هذا الدعم حسب أفراد كل أسرة، وكيف سيتم حسابه فى ضوء التضخم المتواصل وزيادة الأسعار، فهل ستتمكن المبالغ المالية المحددة فى الوفاء بالاحتياجات الأسرية المتزايدة فى ظل جنون الأسواق؟
صحيح أن هناك لجنة ستراجع الدعم بصورة دورية تتماشى مع التضخم وارتفاع الأسعار، ولكن هل ستتمكن هذه اللجان من زيادة قيمة الدعم الذى تحتاجه كل اسرة كبديل لسلعها المدعمة؟
باختصار القضية شائكة وتحتاج إلى نقاش طويل لتقليل فاتورة الدعم التى ترهق موازنة الدولة ونحن مع هذا الاتجاه، ولكننا مع اتجاه آخر مهم هو ان تصل هذه المبالغ المالية إلى محتاجيها بالفعل، والاهم أن تكفى حاجاتهم بدلًا من ان يتحول الدعم من سلع عينية فى يد المواطن، إلى نقود ورقية لا تتمكن من شراء تلك السلع بسبب ارتفاع أسعارها!!
من هنا كان أملنا ان يكون للسوشيال ميديا دورها فى مناقشة الدعم باعتبارها إحدى وسائل الحوار المجتمعى، بدلًا من انشغالها بإفلاس صبحى كابر الذى ما زال حتى الآن موضع شك، وحتى تظهر لنا حقيقة ماحدث سيظل معظم البسطاء مشتتين بين صبحى كابر والدعم.