عجائب عبدالقدوس
فى هذه القضية بالذات المتهم هو الضحية.. وإليك تفاصيلها لتتأكد من ذلك:
سيدة فى الستين من عمرها تمثل أمام محكمة جنح العجوزة بتهمة التسول!
نظر إليها القاضى «عبدالقادر عبدالرشيد» بإشفاق، واضح من شكلها أنها ليست محترفة تسول، بل يبدو أنها كانت من عائلة اضطربت أحوالها وألقى بها فى الشارع..
فوجئ القاضى بالمتهمة تخبره بأن أولادها يشغلون مراكز مرموقة، لكنهم تنكروا لها فاستضافتها أسرة بواب لتعيش فى البدروم!!
وفى الصباح كانت تطوف بالشوارع فكان الناس يعطفون عليها ويعطونها «حسنة»!!
واغتاظ المستشار «عبدالقادر» من المتهم الحقيقى.. أولادها، قرر الإفراج عن «المتهمة المجنى عليها»!! على أن تمثل أمامه بعد أسبوع ومعها أبناؤها.
وقرر بينه وبين نفسه تأديب هؤلاء الأولاد العاقين، وإحالتهم إلى النيابة لإجبارهم على دفع نفقة لأمهم، ونشلها من قاع المجتمع الذى تعيش فيه.
وحضر الأبناء فى الموعد المحدد للمثول أمام المحكمة، لكن حدثت مفاجأة لم يتوقعها أحد.. الأم لم تحضر..
لقد توفيت!
ماتت من الحسرة وما شهدته فى حياتها من جحود ونكران حتى وصل الأمر إلى إلقاء القبض عليها بتهمة أنها «شحاتة»!!
وقام المستشار «عبدالقادر عبدالرشيد» بحفظ القضية لكن بعد أن ألقى درسًا أخلاقيًا قاسيًا على أولادها، وأخلى سبيلهم قائلًا: كنت أتمنى حبسكم.. أنتم المتهمون الحقيقيون فى هذه القضية!!
ملحوظة من عندي: الدنيا فيها عجائب لا تخطر لك على بال مثل هذه القضية!!