رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هوامش

أخشى أن ينظر أبناؤنا من الأجيال الحالية بعين الإعجاب لما ترتكبه إسرائيل من مذابح فى غزة وتفجيرات البيجر واغتيال قيادات المقاومة ويعتبرونه بطولات وليس بلطجة على دول أضعفتها الفتن والمخططات الدولية.

على إعلامنا ومدارسنا أن تبرز الحقائق للأجيال الجديدة وتحلل ما يحدث فى كل الوسائل وتعقد ندوات يلقى فيها كبار الساسة والقادة محاضرات لكشف أسباب وتداعيات ما يحدث حولنا ليعرف أبناؤنا أن البقاء للأقوى وأن العالم يكيل بعدة مكاييل فى القضايا المختلفة، وأن وراء إسرائيل أمريكا وغيرها من القوى العظمى فى العالم، وما يحدث هو ظلم للإنسانية وحتمًا للظلم نهاية وفى التاريخ كثير من العبر.

أكتب هذا الكلام ونحن فى شهر أكتوبر الذى شهد أعظم حرب فى العصر الحديث، وعلينا أن نحتفل هذا العام بمفهوم مختلف يعيد إحياء عظمة نصر أكتوبر المجيد فى عقول وقلوب أبنائنا من الأجيال الحالية التى تسيطر عليها التكنولوجيا ويتابعون ما يحدث فى العالم عبر وسائل إعلامية وتواصل اجتماعى تسيطر عليها أمريكا والغرب وتبث الأحداث من وجهة نظرها وطبقًا لمصالحها.

ليعلم أبناؤنا أن ما تفعله إسرائيل الآن هو الاستقواء على دول وشعوب تآكلت وضعفت من داخلها بفضل الفصائل والتحزبات والطوائف والخيانة فى ظل تواطؤ عالمى واضح.

ليعلم أبناؤنا أن ما حدث فى حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ هو الإعجاز ذاته، عندما حطم جيش مصر العظيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر وغير مقاييس العسكرية فى العالم حتى أن تكتيكات هذه الحرب من روعة التخطيط وبسالة التنفيذ ما زالت تُدرس فى عدة دول حتى الآن رغم مرور ٥١ عامًا.

ليعلم أبناؤنا أن العسكرية المصرية سطرت بدماء الشهداء أعظم ملحمة فى عصرنا الحديث فحولت آلام النكسة فى ٦٧ إلى آمال وخاضت حرب استنزاف على مدى سنوات، وفى الوقت الذى ظن فيه العدو والعالم أن مصر انتهت ولن تحارب، كان قرار العبور العظيم، وتحطيم خط بارليف المنيع وخلال ٦ ساعات فقد العدو توازنه ولولا أمريكا لكانت إسرائيل فى خبر كان.

ليعلم أبناؤنا أن الأسطورة هو جيشهم الباسل الذى حول الهزيمة إلى نصر عظيم أعاد به كرامة مصر والأمة العربية وأعاد للمنطقة توازنها وجمد المخططات التوسعية إلى إشعار آخر.

وفى ذكرى نصر أكتوبر المجيد الذى يأتى هذا العام فى ظل أحداث ملتهبة تشهدها المنطقة، وتنذر تداعياتها بالخطر أدعو الجميع إلى التكاتف لأن تماسك الجبهة الداخلية يمنع أى اختراق ويُسقط كافة المخططات، كما أدعو الله أن يحفظ مصر وجيشها العظيم من كل سوء

 

[email protected]