فى المضمون
الخطاب الذى ألقاه نتنياهو فى الأمم المتحدة منذ أيام وقبل اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله يؤكد أن الرجل يريد جر المنطقة إلى حرب دينية بين اليهودية والإسلام.. يحاول نتنياهو تزييف التاريخ فى محاولة لحشد الولايات المتحدة والغرف خلف هذا الطرح الذى تجاوزه الزمن.
نتنياهو فى أزمة حقيقية خاصة بعد كسر غروره بالضربة الإيرانية الموجعة التى تلقتها إسرائيل منذ ساعات قبل تلك الضربة وصل الغرور برئيس وزراء الكيان الصهيونى إلى الإعلان عن اجتياح برى للبنان، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بأكمله، وحتى اللحظة لا يستطيع الرد على الضربة الإيرانية وسط خلافات مع الولايات المتحدة حول طبيعة هذا الرد.
الرجل يتصرف بجنون منقطع النظير ويسير فى اتجاهات تصعيدية لا تتحملها إسرائيل ولا المنطقة بشكل عام، أى تحليل منطقى يؤكد أنه فشل فى تحرير رهينة واحدة من وراء حربه المجنونة، وحتى اغتيال نصر الله يبدو واضحًا أنه لم يفت فى عضد حزب الله ولم يؤثر فى قدراته، ولا عقيدته ووجه الحزب ضربات لإسرائيل بعد وفاة أمينه العام.
لن يبقى أمام نتنياهو إلا وقف إطلاق النار والاتجاه إلى تسوية لهذه الحرب الغبية التى تجاوزت كل الأعراف أولية فى ظنى أن إسقاط نتنياهو سوف يكون من داخل إسرائيل خاصة بعد سقوط نظرية الأمن واختراق القبة الحديدية من قبل إيران ووصول صواريخها إلى قلب تل أبيب.
نظرية الرعب التى تبناها نتنياهو عقب اغتيال نصرالله انتقلت إلى داخل إسرائيل، وأصابته وأصابت كل الإسرائيليين معه، وهذا هو الأهم فى الضربة الإيرانية بصرف النظر عن نتائجها.
الساعات الماضية هى ساعات عجز لنتنياهو خاصة أن توجيه ضربة إسرائيلية لإيران لن يكون فى صالح إسرائيل مهما كان حجم تلك الضربة خاصة أن تحالفاً واضحاً بين إيران وروسيا قادر على صد أى ضربة مع أنظمة الدفاع الجوى الروسية التى حصلت عليها إيران خلال الأيام الماضية.