صناعة العسل الأسود بالمنيا مصدر رزق للأجيال

تُعد صناعة العسل الأسود في محافظة المنيا، من الصناعات التراثية الهامة التي تمتد جذورها إلى تاريخ طويل، وتشتهر هذه الصناعة بإنتاج عسل مستخلص من قصب السكر، حيث تتم زراعته بكثافة في مناطق متعددة جنوب المنيا.

ساهمت صناعة واستخراج العسل الأسود بمحافظة المنيا، في وضع المحافظة على خريطة الصناعة، حيث تنتشر تلك الصناعة في مركز ملوى جنوب المحافظة، وذلك نظرا لزراعة مساحات كبيرة من قصب السكر، فى جنوب المحافظة، الأمر الذي ساهم فى انتشار عصارات القصب اليدوية لصناعة العسل الأسود فى تلك المنطقة.

تعتبر مدينة ملوي، الوحيدة بمحافظة المنيا التى تنتج العسل الأسود، داخل أكثر من 120 عصارة قصب، تنتشر في جميع أرجاء المدينة شرقًا وغربًا، ومنها إلى بعض المحافظات المجاورة، لجودة القصب المزروع هناك، وحرفة أبناء المركز في تحويله إلى عسل أسود، عالي الجودة مميز الطعم.

عملية استخراج العسل عملية تقليدية ، تبدأ بحصاد قصب السكر، ثم يتم عصره لإستخلاص العصارة، والتي يتم غليها بعد ذلك في أواني كبيرة ، حتى تتكثف وتتحول إلى العسل الأسود المعروف ، وتعد هذه الصناعة مصدر رزق للعديد من الأسر في المنيا، حيث تعتمد على الحرفية اليدوية والخبرة المتوارثة عبر الأجيال ، كما أن العسل الأسود يتمتع بشعبية واسعة في الأسواق المحلية والدولية ، نظرًا لفوائده الصحية وقيمته الغذائية العالية.

على الرغم من أهمية هذه الصناعة، إلا أنها تواجه تحديات عدة مثل التغيرات المناخية ، وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يؤثر على كميات الإنتاج وجودة المنتج، ومع ذلك تبقى صناعة العسل الأسود في المنيا، جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والإقتصادي للمنطقة.