إطلالة
فى ظل الجمهورية الجديدة، التى بدأت شرارتها مع ثورة الثلاثين من يونيو بقوة الدفع الحقيقية، والانطلاق نحو مستقبل أفضل يستفيد من تجارب الماضى وخبراته.
وأطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى بهدف تطور التنمية البشرية، كى يتمتع المواطن بكرامته، ويُنقل من حياة متدهورة إلى عيش حياة كريمة من صحة، وسكن، وغيرُه. ولذلك من أبسط حقوق المواطن الحصول على رغيف الخبز الذى أصبح يسبب العديد من الأزمات سواء للمواطن أو الحكومة التى تحاول بشتى الطرق توفيره للمواطن.
نحن لا ننكر أن الزيادة السكانية مستمرة وتقضى على أية كميات من القمح، بالإضافة إلى الأشقاء واللاجئين العرب والأجانب المتواجدين داخل البلاد والذين بلغ عددهم حوالى تسعة ملايين. فالدولة تستهلك سنويًا حوالى 8.5 مليون طن قمح، تنتج منها 3.5 مليون طن ويتم استيراد باقى الكمية من الخارج. وحتى نتمكن من تقليل الفجوة الغذائية والحد من استيراد مصر للقمح، لا بد من إيجاد حلول سريعة ألا وهى زراعة مساحات واسعة من القمح والمحاصيل الزراعية التى تصدرها مصر. إلى جانب التوسع فى إقامة الصوامع لزيادة القدرات التخزينية وتقليل الفاقد، بما يسهم فى تأمين المخزون الاستراتيجى من القمح فى ظل ما يشهده العالم من أزمات انعكست سلبًا على عمليات الإمداد والتوريد.
والمعروف أن منطقة توشكى تتمتع بظروف مناخية وتربة مناسبة لزراعة القمح، وقد حققت مصر بالفعل خلال السنوات الماضية قفزات كبيرة فى مجال زراعة القمح فى توشكى، حتى وصلت المساحات المنزرعة إلى 500 ألف فدان خلال هذا العام. وعلى الدولة أن تزيد من البقعة الزراعية للقمح أكثر من ذلك حتى نصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتى ونقضى تمامًا على المعاناة التى يعانيها المواطنون حتى يتمكنوا من الوصول لرغيف الخبز.
تعتبر الفجوة الغذائية من القمح التحدى الأكبر الذى يواجه المجتمع المصرى خلال السنوات القادمة نظرًا للعبء الواقع على ميزانية الدولة نتيجة لعملية استيراد القمح، خاصة أن القمح يستحوذ على النصيب الأكبر من قيمة مخصصات الدعم، حيث يقدر الدعم المقدم لرغيف الخبز بحوالى 10.8 مليار جنيه سنويًا فى المتوسط وذلك لضمان وصول رغيف الخبز بسعر مناسب إلى المستهلكين.
ومن المؤكد أن الاكتفاء الذاتى للقمح يكون تأثيره كبيرًا على اقتصاد الدولة لأنه يوفر ملايين الدولارات التى تهدرها الدولة فى الاستيراد. ويعتبر القمح من أهم السلع الغذائية التى يعتمد عليها غالبية السكان فى مصر يوميًا للحصول على الطاقة الحرارية والبروتين، وهو المحصول الغـذائى الإستراتيجى الأول فى الأمن الغذائى المصرى. ولذلك لا بد من الاهتمام بصورة كبيرة بزراعته بكميات تغطى احتياجات الشعب منه.
فتأسيس الجمهورية الجديدة ما هو إلا رؤية قائد ومسيرة وطن وجهد مؤسسات وأفراد صوب بنيان يليق بمصر دولة وقيادة وشعبًا. والقائد هنا الرئيس عبدالفتاح السيسى قام بدوره المنوط به وخطط لهذه الجمهورية تخطيطًا مميزًا، ووضع أهداف واستراتيجية لإقامة ونجاح هذه الجمهورية. وهناك أدوار ومهام كثيرة من المفروض أن تقوم بها الحكومة ومؤسسات الدولة والأشخاص إلى أن نصل بالبلاد إلى الرقى والازدهار.