رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فؤاد باشا سراج الدين كان واحد من أعمدة مصر في القرن العشرين، شخصية وطنية استثنائية جمعت بين القانون والسياسة والخدمة العامة، رجل عاش حياته ملتزما بمبادئه وحقوق وطنه. 

ولد فؤاد باشا يوم 2 نوفمبر 1911 في قرية كفر الجرايدة بمركز بيلا في محافظة كفر الشيخ، في بيت تربطه جذور تاريخية وعلاقات اجتماعية قوية، فهو ابن سراج الدين شاهين باشا وزوج زكية البدراوي، كريمة البدراوي باشا. 

منذ صغره، أظهر فؤاد براعة ذهنية وشغفا بالعلم، ما دفعه لدراسة الحقوق في جامعة القاهرة، حيث حصل على ليسانس الحقوق سنة 1930، ثم بدأ حياته المهنية كوكيل للنائب العام ومحام متألق بين 1930 و1935، ليكتسب خبرة واسعة في القانون والعدالة. 

لم يقتصر اهتمامه على المحاماة، بل انخرط في العمل السياسي منذ منتصف الثلاثينيات، فالتحق بالهيئة الوفدية سنة 1935 وانضم للهيئة البرلمانية سنة 1936، حتى أصبح عضوا بارزا في حزب الوفد المصري سنة 1946، وتدرج ليصبح سكرتيرا عاما للوفد سنة 1949، مؤكدا دوره القيادي في الحياة السياسية المصرية. 

تولى فؤاد باشا عددا من الحقائب الوزارية المهمة، فكان وزير الزراعة في مارس 1942، ثم وزير الشئون الاجتماعية، وتلاه وزير الداخلية في يوليو 1942، كما شغل منصب وزير المواصلات في يوليو 1949 في وزارة حسين سري الائتلافية، وعاد ليكون وزيرا للداخلية في يناير 1950، مضيفا إليه وزارة المالية في نوفمبر من نفس العام. 

ورغم كل هذه المناصب، لم تكن حياته السياسية خالية من الصعوبات، فقد تعرض للاعتقال مرات عدة، أولها في يناير 1953 لمدة ثمانية شهور في السجن الحربي، ثم حوكم أمام محكمة الثورة في يناير 1954 وحكم عليه بالسجن 15 سنة قبل الإفراج عنه سنة 1956، وما لبث أن تعرض للاعتقال مرة أخرى في أكتوبر 1961 وخمسة شهور أخرى، ثم في نوفمبر 1965 لمدة أسبوع في السجن الحربي، ما يعكس تمسكه بمبادئه السياسية رغم الظروف الصعبة. 

وبعيدا عن الصعاب، كان لفؤاد باشا بصمة كبيرة في إحياء الحياة السياسية المصرية، إذ أعاد حزب الوفد الجديد إلى النشاط السياسي سنة 1978 بعد السماح بقيام الأحزاب، ليصبح رئيسه حتى وفاته في 9 أغسطس 2000، محافظا على روح الوفد الوطنية وحافظا على مبادئه في خدمة الوطن. 

كما كانت له بصمة رياضية واجتماعية، فقد اختير وكيلا للنادي الأهلي في الأربعينيات، ثم أصبح رئيسا شرفيا له مدى الحياة، كما شغل منصب رئيس اتحاد الكرة، جامعا بين الوطنية والسياسة والرياضة في شخصية واحدة. 

ولا يمكن أن ننسى إسهاماته القانونية والاجتماعية الكبيرة، إذ أصدر قوانين العمال سنة 1943، وقوانين النقابات العمالية، وقانون عقد العمل الفردي، وقانون الضمان الاجتماعي، وقانون إنصاف الموظفين، وقوانين تنظيم هيئات الشرطة، وقانون الكسب غير المشروع، وكان صاحب فكرة مجانية التعليم، مؤكدا التزامه بالعدالة الاجتماعية وتمكين المواطن البسيط. 

فؤاد باشا لم يكن مجرد سياسي أو محام أو رياضي، بل كان رمزا للوفاء لمبادئ وطنه، رجلا عاش بكل ما في الكلمة من معنى، ملتزما بالقيم والأخلاق، ودافع عن مصر بشجاعة وحب، تاركا وراءه إرثا غنيا لا ينسى، يحتفى به دائما كواحد من أعظم أبناء وطنه، ويظل اسمه حيا في وجدان كل مصري يقدر التضحية والعمل الوطني النبيل.