ع الطاير
التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر
مقولة عربية شهيرة وحكمة رددها الأجداد وتوارثتها الأجيال ولكنها بقيت مجرد كلام جميل يتقال ويتغنى ويتردد صداه فى كل مناسبة ورغم أهمية هذه الحكمة وأنها حقيقية جدًا إلا أنها لا تجد تطبيقًا على أرض الواقع ووجدنا تلاميذ المدارس والجامعات يتعلمون فقط من أجل الامتحان والشهادات ولا يتعلمون شيئًا حقيقيًا بسبب عقم المناهج التعليمية والاعتماد على التلقين والحفظ واستمرار طرق التدريس العتيقة ونفس المشكلة تتكرر كل عام وتقذف الجامعات والمدارس عشرات الآلاف من الشباب يدوب يعرفوا القراءة والكتابة ولم يتعلموا أى مهارات شخصية تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل مباشرةً ويضطر هؤلاء إلى الالتحاق بكورسات لتعليم اللغات واكتساب المهارات اللازمة للعمل والكثير منهم يعمل فى مجال آخر بعيدًا كل البعد عما درسه فى المدرسة والجامعة.
واليوم هناك ملايين من فرص العمل التى تتيحها تكنولوجيا المعلومات فى السوق المحلية والعالمية فرص عمل حقيقية تدر دخلًا كبيرًا جدًا ولكن لا يوجد من يستحقها إلا القليل الذى اعتمد الجدية والتدريب أسلوب حياة والتحق بفرص التدريب والتأهيل التى تتيحها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعلم البرمجة والأمن السيبرانى والتعهيد وغيرها من المهارات الاساسية المطلوبة فى العالم كله ويتساءل هؤلاء الشباب ولماذا ضاعت كل سنوات التعليم هباء ونبدأ من جديد بعد التخرج من الجامعة لماذا لم نبدأ من كى جى أو من المدرسة الإبتدائية وهل من الحكمة أن يكرر كل جيل أخطاء الأجيال السابقة؟
السؤال منطقى جدًا والإجابة ببساطة هى أن البداية الحقيقية لا بد أن تكون فى المدرسة ولا بد أن يتعلم تلاميذ المدارس إجباريًا مهارات جديدة خاصة بتكنولوجيا المعلومات ونتخلص من التعليم التقليدى والامتحانات العجيبة والحفظ الذى لا فائدة منه.
وحسنًا فعلت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمبادرات أشبال مصر الرقمية وبراعم مصر ولكن الأمر يتطلب تنسيقًا أكثر بين وزارتى التربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإعادة النظر تماما فى نظام التعليم.
وبالنسبة لمبادرة أشبال مصر الرقمية فإنها تأتى فى إطار التوجه العام للحكومة د وحرص الدولة على النهوض بالمستوى التعليمى والتكنولوجى للأجيال الجديدة وتماشيًا مع الاهتمام الكبير الذى توليه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء القدرات التكنولوجية للمواطن المصرى مما يشمل تزويده بكافة متطلبات العصر وتنمية مهاراته فى كافة المجالات ذات الصلة؛ وتهدف المبادرة إلى إعداد جيل متميز من النشء قادر على اكتشاف آفاق جديدة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليصبح مؤهلًا وقادرًا على تنفيذ الرؤية الرقمية لمصر ومُواكبة التطورات وهى منحة مجانية تقدمها مصر للأجيال الصاعدة من الطلاب الدارسين فى جميع المدارس داخل جمهورية مصر العربية ولمدة تتراوح بين سنة إلى خمس سنوات وفقًا للمرحلة العمرية والمستوى الدراسى للملتحقين، ولكن هل هذا يكفى ويفى بالغرض؟ بكل تأكيد لا.