رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصحيح مسار

بعد ساعات من إعلان حركة حماس الموافقة على المقترح المصرى باتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى مقابل وقف إطلاق النار والتى تتم فى القاهرة، قام جيش الاحتلال بالسيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطينى فى عملية عسكرية وتصعيد خطير للموقف، مما جعل حالة من الارتباك تسيطر على الأوساط السياسية والعسكرية فى الكيان الصهيونى،  وقام المعارضون لحكومة الكيان بمهاجمتها واتهامها بأن هذا القرار سيؤدى لإفشال الصفقة مع حركة حماس والتى تعمل مصر وأطراف آخرى عليها منذ فترة طويلة.

بينما يتباهى نتنياهو وأعوانه بأنهم نفذوا تهديدهم بدخول رفح وأن لا شىء يثنيهم عن دخول رفح، يتساءل المحللون السياسيون فى الكيان الصهيونى.. ما الفائدة من دخول رفح ونحن لا نعرف ماذا سنفعل بعد أن نسيطر عليها؟

إن إنهاء الحرب يعنى وجود لجنة تحقيق واحتجاجات أكبر داخل مجتمع الكيان وضرورة وجود إجابة على أسئلة كثيرة وصعبة داخله عن سبب دخول رفح الآن فى أكثر وقت حساس فى المفاوضات الجارية، بينما لم يتم ذلك فى وقت تعثر المفاوضات، وهذا يعتبر تلميحا لحركة حماس لتقوم بوقف الاتصالات وعدم الموافقة على إتمام الصفقة والمفاوضات، ثم يتم منح تفويض لوفد الكيان بالموافقة على المقترح المصرى، لإفشال المفاوضات ويظهر أمام العالم أن سبب ذلك هو حماس وليس الكيان الصهيونى.

وإرسال نتنياهو وفد متوسط المستوى ليست له صلاحيات فى الموافقة أو الرفض أو حتى مناقشة بنود المقترح المصرى المقدم يعتبر أيضا محاولة لإفشال المفاوضات والصفقة ولكن بطريقة آخرى.

ولكن جاءت موافقة حماس على المقترح المصرى لتفشل محاولات نتنياهو وتوقعه فى حرج كبير مع الجانب الأمريكى خاصة بعد تعليق شحنات أسلحة  كانت مجهزة لإرسالها للكيان، بسبب الخلافات والجدل حول اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأيضا مع مجتمع الكيان وأهالى الأسرى بعد خروج مئات المتظاهرين فى احتجاجات أمام وزارة الدفاع، مطالبين بتنفيذ صفقة تحرير الأسرى ورافضين العملية العسكرية فى رفح، رافعين لافتات «لا لعملية رفح ونعم لصفقة التبادل».

ونتنياهو حرفياً لا يقول «لا أريد صفقة» ولكنه يقول إن المقترح الذى وافقت عليه حماس بعيد جداً عن متطلبات الكيان الملحة وأن موافقة حماس تهدف إلى منع جيش الكيان من دخول رفح، رداً على بعض وسائل الإعلام فى الكيان الذين طالبوا بإتمام الصفقة مع حركة حماس، فهو الآن يقول إن دخول رفح يتم دون انتظار رد حماس أو إتمام الصفقة، وأنه فور دخول رفح تم رفع علم الكيان عليها وأنه تم إثبات أن الضغط العسكرى هو من يحرر الأسرى، وهذا عكس ما يحدث على أرض الواقع، فهو حتّى الآن لم يحرر أسيرا واحداً لدى حماس إلا عن طريق صفقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار ، وحتى الآن أيضا يحلل الأمور بطريقة وأسلوب مختلفين عكس ما يحدث على أرض الواقع، يحاول فقط أن يقنع مجتمع الكيان بسلامة نظريته التى يطبقها.. لأن عدم دخول رفح معناه محاكمته وأعوانه.

[email protected]