رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

ما يحدث فى رفح عار على المجتمع الدولى، وعار على الإنسانية.. إسرائيل تقتل الأبرياء، وتقتل القضية الفلسطينية، وتقتل الفرحة على شفاه الأطفال الذين صدقوا أن السلام قريب منهم، واستقبلوا ارهاصاته بهتافات الله أكبر وأفاقوا من الحلم على صوت المدافع.

مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة، تم تأسيسها قبل 5 آلاف عام، وغزاها الفراعنة والآشوريون والإغريق والرومان. خضعت رفح عام 1917 للحكم البريطانى الذى فرض الانتداب على فلسطين، وفى 1948 دخل الجيش المصرى رفح وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت فى أيدى إسرائيل عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلتها إسرائيل.

زاد من أهمية رفح عبر التاريخ مرور خط السكة الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا فى أراضيها وتم تدمير هذا الخط 1967. وقسمت رفح إلى شطرين بالأسلاك الحدودية الشائكة، بعد اتفاقية كامب ديفيد، حيث استعادت مصر سيناء وإثر هذه الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع فى غزة ثلاثة أضعاف الشطر المصرى تقريبًا.

على الجانب الإنسانى، يعود معظم سكان رفح فى أصولهم إلى مدينة خان يونس، وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا من مختلف القرى والمدن إلى رفح بعد «النكبة» 1948.

تقع مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الشريط الحددودى الفاصل بينه وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية. ويقع المعبر الحدودى الوحيد بين القطاع ومصر فى مدينة رفح، والذى يعول عليه بشكل رئيسى طوال عقود فى إدخال المساعدات للقطاع وإخراج المصابين لتلقى العلاج والسفر.

واكتسبت مدينة رفح شهرتها العالمية لهذا السبب، حتى إن شهرة المعبر فاقت شهرة المدينة نفسها بسبب تداول اسمه فى الأخبار بشكل مستمر.

حسب التقديرات الرسمية، فإن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص، وقد نزح هؤلاء هروبًا من القصف الإسرائيلى. وبذلك يكون عدد سكان رفح تضاعف 5 مرات مع فرار الناس من القصف ويعيش هؤلاء النازحون فى ظروف مزرية فى مراكز ايواء مكتظة كالمدارس أو فى الشوارع أو فى أى رقعة أرض محاطين بالسياج الحدودى المصرى والإسرائيلى والبحر المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلى المتواصل.

ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازجين.

تتواصل معاناة الأبرياء، ويتواصل العدوان الوحشى على الشعب البرىء وسط صمت عالمى رهيب، ويبقى السؤال: أين سيذهب الناس بعد ذلك، وإلى أى حد ستمتد هذه الحرب الظالمة التى تشنها إسرائيل بكل ما أوتيت من دعم أمريكى على أبرياء يحاولون إخراجهم من ديارهم؟.. إلى متى يستمر هذا الظلم الذى يكشف عن انتحار الانسانية على فوهة الآلة الصهيونية؟ هل فقد العالم رشده، هل فقد إنسانيته، هل يستمتع بمناظر الدماء وتشريد الأبرياء وبكاء الجوعى ماذا ينتظرون؟! لا نملك إلا أن نقول مع أطفال فلسطين الله أكبر فوق كيد المعتدى.