رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسار القهوة

الحياة أقصر من أن تعيشها بدون تحقيق حلمك، قد تمر السنون ويخفت بريق أعيننا قليلًا تجاه تلك الأحلام، ليس لشيء؛ ولكن لم تتحقق!

نفقد الأمل تدريجيًا حتى نظن أنها أصبحت أحلامًا مستحيلة، أحلامًا لمجرد الأحلام فقط، نبدأ فى وضع خطط جديدة لتحقيق أهداف قد تكون ممكنة، راسمين بها أحلامًا جديدة آملين تحقيقها هذه المرة، ولكن أين تذهب أحلامنا القديمة؟ هل حقًا تتلاشي؟.. أم تظل محفورة فى القلب داخل صندوق الأمل القديم؟

ولأن المستقبل عظيم والإنجازات عند تحقيقها تصيبنا بفرحة عظيمة، ولأن أحلامنا تستحق أن نتعب من أجلها، ونسرد الصعوبات يومًا فى سبيل تحقيقها، فهى جسر العبور لمعنى الحياة، وهى بالنسبة للبعض سبب تنفّسهم بهذا العالم؛ فنظل نخطط ونحلم ونسعى إلى تحقيق أحلامنا بلا يأس، مهما مر الوقت ومهما تغيرت ملامح الأيام؛ يظل صندوق الأمل القديم مليئا بأحلام قابلة للتحقيق، والنماذج كثيرة ومتعددة.

 الفنان ونجم الدراما والسينما، «أحمد أمين»، تخرج فى الفنون الجميلة قسم التصوير، وصل إلى منصب رئيس التحرير لإحدى المجلات الصحفية، براتب كبير، ولكنه بعد فترة طويلة من عمله فى هذا المجال تقدم باستقالته رغم مسئولياته الأسرية، فهو متزوج ومسئول عن أسرة وأطفال، ولكنه قال: «عايز أعمل الحاجة اللى بحبها»، فترك كل شىء ودخل مكتبه وثبت هاتفه أمامه وبدأ فى تصوير مقاطع فيديو «ثلاثين ثانية» التى كانت بداية تحقيق حلمه، ليصبح اليوم مقدمًا لمهرجان قناة النهار وبرنامج «البلاتوه» ونجمًا سينمائيًا ومسرحيًا، مستمرًا فى النجاح، قائلًا: «أنا كنت ناجح فى عيون كل الناس بس عمرى ما حسيت بنجاح غير لما عملت اللى بحبه».

مذيع التليفزيون ونجم الدراما والسينما الفنان «أكرم حسنى».. كان ضابط شرطة، إلا أنه ومنذ صغره كان عاشقا للتليفزيون فدرس بكلية الإعلام أربع سنوات وهو ضابط، وفى يوم سمع إعلانًا بمحطة «نجوم إف إم» عن الرغبة فى مذيعين جدد، فتقدم ونجح فى الاختبار، إلا أنه لم يوفق بسبب ظروف العمل، لكنه لم ييأس، وبعد فترة تقدم مرة أخرى إلى إعلان عن مذيعين جدد وتم قبوله، وعمل مذيعًا بالتليفزيون لتكون بداية لبرنامج «أسعد الله مساءكم» وعندما سأله أحدهم: «فى حد يسيب شغله يقبل يدرس من أول وجديد ويبقى مذيع؟! « كان رده... «الحياة أقصر من إنك تعيشها من غير ما تحقق حلمك».

فى النهاية.. يظل أقسى أنواع الأحلام تلك التى لم ولن تتغير، الأحلام التى لا تفارق القلب لحظة ولا ننفك نحلم بتحقيقها مهما طغت عليها أحلام أخرى، بمجرد ذكرها تلمع أعيننا مجددًا بذلك البريق القديم نفسه، ودقات القلب ذاتها، كالفراشة الجميلة التى لا تستطيع أن تتوقف عن النظر إليها ولا تستطيع كذلك الأمساك بها.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة