عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

أعترف بأننى فى البداية لم آخذ الأخبار التى تواردت عن نية البورسعدية فى تنظيم حملة مقاطعة واسعة للأسماك بعد المبالغة الشديدة فى أسعارها على محمل الجد. ظننت وبعض الظن إثم أنها مجرد كلمات وشعارات مثل التى ترد دائما على لسان أبو العربى، تلك الشخصية البورسعيدية الشعبية التى تتناولها النكات والمأثورات باعتبارها شخصية تتعامل مع كل المواقف باستهانة كبيرة وخفة دم لا متناهية تجعلك تضحك حتى فى أحلك المواقف التى يمر بها. لكن أثبت أبو العربى هذه المرة أنه جاد جدا وأنه عندما يريد أن يبلغ رسالته للطماعين واضحة يستطيع أن يفعلها بكل جرأة ووضوح وتماسك. حيث لم ينجح كبار التجار وأباطرة السمك فى بورسعيد فى كسر ذلك الاضراب عن شراء السمك والذى شارك فيه جميع البورسعيدية البواسل.

أتساءل دائمًا مثلى مثل كل المصريين: كيف يكون لدينا كل هذه السواحل والبحار ونهر النيل والمزارع السمكية العملاقة , ومع ذلك نكاد نكون أكثر الشعوب التى تأكل السمك بأسعار فلكية غالية جدًا لا تتناسب أبدا مع كل هذا الإنتاج. لماذا لا تنطبق اقتصاديات السوق على أسواق السمك فى مصر, وكيف يكون العرض كبيرا جدا والطلب عادى ونجد هذه الأسعار الجنونية. والأغرب أن المدن الساحلية وبدلًا من أن تكون أرخص الأسعار فى السمك تجدها من أغلى الأسعار مما يؤكد وجود مافيا تتلاعب فى السوق وتحرص على استمرار ذلك الخلل الذى ينصب طبعًا فى مصلحتها الشخصية دون أى اعتبار للمستهلك. ربما يكون الطلب قد ارتفع فى الفترة الأخيرة عندما لجأ كثير منا إلى الأسماك كبديل عن اللحوم والفراخ لكن هل فى المقابل يكون من حق كبار التجار أن يضعوا ما يريدون من أسعار تجعل من السمك سلعة بعيدة المنال عنا بينما لجأنا إليها كبديل للحمة والفراخ؟!

حرصت على متابعة حملة المقاطعة التى قام بها البورسعيدية وقرأت كل ما تناوله الزملاء عنها وفرحت جدا بنتائجها المبشرة وأسعدنى أكثر أن محافظة الجيزة بدأت هى الأخرى حملة مماثلة ومن المؤكد أن كثيرا من المحافظات سوف تسير على نفس النهج. الموضوع يحتاج إلى غرادة حقيقية وعزيمة كبيرة. لن أقول أنه سهل على المواطن أن يستغنى عن كل أنواع البروتين ومقاطعة اللحوم والفراخ والأسماك لكن صدقونى ليس هناك من وسيلة لردع هؤلاء الجشعين من التجار سوى تلك المقاطعة خاصة مع قلة حيلة الحكومة وعدم جديتها فى الحد من انفلات الأسعار وعدم تفعيل أدوات جديدة كان يمكن أن تستخدمها لحماية المواطنين مكتفية بطلبها من الناس أن تبلغ عمن يرفع عليهم الأسعار وهو حل غير عملى ولا يهدف سوى للشو الإعلامى حيث أن كل السلع التى أعلنت الحكومة انخفاضها لم تتحرك أسعارها فى الأسواق مما جعلنا فى موقف سيئ بين تصريحات عن الانخفاض وواقع يُكذّب هذه التصريحات.

الشيء المؤكد الوحيد أن تجربة بورسعيد أتت بثمارها مما جعل كثيرا من المحافظات تسير على نفس الدرب ليس فقط فى مقاطعة الأسماك بل كذلك الفراخ وأيضاً اللحوم وغيرها وقد بدأت الجيزة أمس تنظيم حملات مماثلة وكثير من المحافظات أعلنت عن نيتها فى المقاطعة باعتبارها الوسيلة الوحيدة التى يملكها المواطن لمواجهة هذه الأسعار الخرافية التى تنطلق يوميًا بسرعة الصاروخ دون ضابط أو رابط. فلن يحدث للإنسان أى شيء لو استغنى أسبوع أو حتى شهر وأكثر عن السمك واللحمة والفراخ، بل على العكس تمامًا فربما تأتى المقاطعة بنتائج إيجابية على صحة المستهلك والمؤكد أنها سوف تؤثر إيجابا على « جيبه» وميزانيته المرهقة أصلًا بأعباء لا حصر لها.

قاطعوا تَصِحّوا !.

[email protected]