عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يرتبط تقسيم الدوائر الانتخابية كإجراء جوهرى فى العملية الانتخابية بمعناها الواسع بمبدأ مهم ألا وهو مبدأ التوازن النسبى فى الصوت الانتخابى، حيث يفترض هذا المبدأ أن يكون عدد الناخين الذين يتشكل منه كل دائرة انتخابية معينة مساويًا مساواة تقريبية لعدد الناخبين فى دائرة انتخابية أخرى بما ينعكس أثره فى النهاية على التوازن فى التمثيل داخل المجلس المنتخب بين جميع الدوائر، ومن المخرجات التى تضمنها الحوار الوطنى فى الشق السياسى هى الاتفاق على زيادة عدد أعضاء مجلسى النواب والشيوخ خلال الانتخابات البرلمانية القادمة لضمان تمثيل أفضل لكل قطاعات الشعب مع الارتفاع الكبير فى عدد السكان، ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب الحالى 596 نائبًا، وعدد نواب مجلس الشيوخ 300 نائب، هذه الزيادة التى أيدها المتحاورون يجب أن تكون مقرونة بوضع مواصفات جديدة للنائب البرلمانى، ويتم ذلك من خلال طريقة اختياره من جانب الحزب الذى يقوم بترشيحه، أو عن طريقة الفرز الذى يقوم به الناخبون بالنسبة للمرشحين على المقاعد الفردية مستقلين. كما يجب أن تتم عملية زيادة عدد الأعضاء من خلال معايير واضحة، أهمها تحديد قاعدة بيانات التعداد السكانى وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بجانب حصر عدد الناخبين مع مراعاة التمثيل الجغرافى العادل. وأن يكون التمثيل المناسب والعادل للشعب المصرى فى البرلمان بغرفتيه عبر قانونى الانتخابات وتقسيم الدوائر.

ووفقًا للنص الدستورى الصادر عام 2014 الذى شدد على مراعاة التمثيل العادل للسكان، فإن هناك اختلافًا بين التعداد السكانى عند إقرار الدستور «94 مليونًا» والعدد الحالى للسكان الذى يفوق «105 ملايين»، كذلك سيكون البرلمان المقبل الذى سيتم انتخابه فى مقر مختلف، مع الانتقال المنتظر لمجلس النواب والشيوخ إلى العاصمة الإدارية، حيث يتسع مقر البرلمان هناك إلى 1000 مقعد، على عكس المقر التاريخى الحالى فى وسط القاهرة الذى لا يحتمل زيادة عدد النواب.

بالتأكيد زيادة عدد أعضاء البرلمان بغرفتيه ضرورة فى البرلمان القادم للاقتراب من نسبة التمثيل العالمى بين عدد السكان ومن يمثلونهم فى المجالس النيابية، وهى نائب لكل 180 ألف شخص، كما أن هذه الزيادة المأمولة ضرورة أيضاً لفتح آفاق جديدة للقوى السياسية فى مصر مع إمكانية انضمامها للبرلمان، ومنحها فرصة أكبر لممارسة الدور التشريعى والرقابى، مع الوضع فى الاعتبار أن قوة البرلمان لن تتم من خلال عدد النواب وهو طريق الكم، ولكن تتم عن طريق الكيف أيضاً مما يتطلب وضع آلية لضمان تمثيل حقيقى داخل البرلمان، وتحسين المناخ العام كى يستطيع النائب ممارسة دوره بشكل جيد، فإذا توفرت البيئة السياسية التى تسمح بالتنافس والاختلاف سيكون البرلمان أفضل من خلال كفاءات نيابية ذات ثقل، ودائمًا يتم ترجيح الكيف على الكم، وأمامنا أعضاء الكونجرس الأمريكى حوالى 100 نائب فقط رغم وصول تعداد الشعب الأمريكى إلى أكثر من 300 مليون نسمة.

إذن زيادة عدد النواب من حيث الكم يجب أن تسير فى خط مستقيم مع الكيف، حتى لا نقول العدد فى....!!