رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

اصابتنى الخضة كما أصابت الكثيرين من «البوست» المتداول على السوشيال ميديا والمنسوب للكاتب الصحفى الكبير الأستاذ «محمد أمين» ويقول فيه إنه باع مكتبته «لبتاع الروبابيكيا».. وعلق قائلًا «الطعام أهم من الكتابة» فى إشارة إلى عدم قدرته على مقاومة ضغوط الحياة وبيع المكتبة من أجل الطعام!

تأكدت من المنشور وبالفعل هو للزميل محمد أمين مما دفع الشاعر الكبير فاروق جويدة إلى كتابة مقال فى الأهرام قال فيه «لقد ادميت قلبى» فى حديث حول عدم جدوى الكتابة أمام متطلبات الحياة.

كل ذلك دفعنى إلى البحث فى الرسالة التى يحاول «محمد أمين» توصيلها، ولأننى أعرفه جيدًا كنت متأكدًا أن وراء المنشور رسالة أكبر من مجرد حدوتة لصحفى يبيع مكتبته لكى يعيش.

«محمد أمين» هو الأستاذ والمعلم وأستاذ أجيال فى صحيفة الوفد قبل أن ينتقل إلى منصب رئيس مجلس أمناء المصرى اليوم، وصاحب عمود صحفى من أقوى الأعمدة خلال السنوات الماضية.. وكذلك كان أحد كتاب الوفد المرموقين بالصفحة الأخيرة التى أسسها هو فى جريدة الوفد وكنت مساعدًا له قبل أن أتولى مسئوليتها من بعده وبترشيح منه.

«محمد أمين» من تلك النوعية التى نسميها «بالمعجون صحافة» وأحد «اسطوات» الشغلانة، وليس هو الذى يبيع مكتبته لكى يأكل، بعد كل هذا العمر فى بلاط صاحبة الجلالة.

القصة عرفتها من تصريحات للكاتب الكبير بعد تلك الضجة قال فيها إنه لم يقل أنه باع مكتبته لكى يأكل بثمنها وإنما أحد أصدقائه يمر بضائقة مالية وطلب منه الحصول على بعض الكتب والصحف القديمة لكى يبيعها ويأكل بثمنها فلم يتأخر عن طلبه، وأضاف عمومًا «الطعام أهم من الثقافة والكتابة».. وهنا تكمن رسالة محمد أمين ولأنه صحفى أضاف إلى القصة التشويق والصدمة اللازمين لكى يحدث كل ذلك الضجيج لكى تلتفت الدولة المصرية إلى الواقع الحقيقى للثقافة والصحافة والكتابة بشكل عام والتى لم تعد تعطى ثمارًا تكفى حتى لمواجهة أعباء المعيشة.

لم يكذب محمد أمين حتى لو القصة لم تقنع البعض.. فالأهم ليست القصة بقدر الرسالة القوية التى وراءها والتى دفعت شاعرًا بحجم فاروق جويدة للتفاعل معها.

نعم الصحافة ليست بخير خاصة الصحافة الورقية.. بسبب قلة التوزيع وارتفاع تكاليف الطباعة والأحبار والدولة تدير لنا «ظهر المجن» وتقول لنا خوضوا معركتكم حتى تموت الصحافة والثقافة ونحن هنا قاعدون.. جرس إنذار «محمد أمين» جاء فى توقيت مهم فهل تتحرك الحكومة؟

صديقى الكاتب الكبير محمد أمين لقد أسمعت إذ ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادى.

[email protected]