عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يوم «1» مايو عام 1886 نظم العمال فى شيكاغو ومن ثم فى تورنتو إضرابًا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار «ثمانى ساعات عمل، ثمانى ساعات نوم، ثمانى ساعات فراغ للراحة والاستمتاع»، الأمر الذى لم يرق للسلطات وأصحاب العمل خصوصًا، وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحًا جيدًا وشلت الحركة الاقتصادية فى المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عددًا منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة فى وسط تجمع للشرطة واعتقل على أثر ذلك العديد من قادة العمل وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات متفاوتة، وعند تنفيذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة أوجست سبايز أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابًا كتبه زوجها لابنه الصغير «جيم»: «ولدى الصغير عندما تكبر وتصبح شابًا وتحقق أمنية عمرى ستعرف لماذا أموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكى قصته لأصدقائك»، وقد ظهرت حقيقة الجهة التى ألقت القنبلة وهي أحد عناصر الشرطة أنفسهم.

بعد وفاة بعض العمال على أيدى الجيش الأمريكى فيما عرف بإضراب بولمان عام 1894، سعى الرئيس الأمريكى غروفى كليفلان لمصالحة مع حزب العمل، تم على أثرها بعد ستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية. بقى غروفر قلقًا من تقارب اليوم الدولى للعمال مع ذكرها بما تركت فى 4 مايو 1886، حيث قتل أكثر من 12 شخصًا حينها، وجاء إضراب شيكاغو ضمن سلسلة اضرابات نظمت فى عدد من الموتى الأمريكية يوم الأول مايو تحت شعار «من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من ثمانى ساعات» وبلغ عدد الإضرابات 5 آلاف إضراب وشارك فيها حوالى 340 ألف عامل.

تجاوزت قضية هايما ركت أسوار أمريكا وبلغ صداها عمال العام. وأصبح يوم الأول من مايو يشير إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة التى أدت إلى الأول من مايو كذكرى لإحياء النضال من أجل الثمانى ساعات فى اليوم، وفى هذا الصدد يسمى الأول من مايو بالعطلة الدولية لعيد العمال، أو عيد العمال.

فى مصر أيضاً كان هناك تراث عمالي مستقل للاحتفال بعيد العمال بدأ فى عام 1924، حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالات كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما «بارتيه»، حيث عقد مؤتمر ألقيت فيه الخطب: وظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينيات والأربعينيات رغم الصعوبات، ومع وصول جمال عبدالناصر إلى السلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلًا رسميًا وتم استيعاب المناسبة، وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام القيادات النقابية.

ويحظى عمال مصر البالغ عددهم حوالى 30 مليون عامل برعاية تامة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يحرص منذ توليه المسئولية على تقديم أقصى ما يستطيع من دعم ورعاية للعمال، حيث قررنا زيادة الحد الأدنى للأجور، وأطلق وعزز برامج الحماية الاجتماعية، وقد الدعم اللازم للعمالة غير المنتظمة، وعمل على دمج ذو الاحتياجات الخاصة فى سوق العمل، وتم التوسع فى المشروعات القومية لتوفير فرص عمل لائقة، وقرر إنشاء صندوق إعانة الطوارئ للعمالة غير المنتظمة، والتأكيد على كافة منشآت القطاع الخاص والقطاع العام وقطاع الأعمال العام، بالالتزام بالنسبة المقررة قانونًا الـ5% لتشغيل الأشخاص ذوى الإعاقة، كما كلف المجلس الأعلى للحوار الاجتماعى بدراسة مشروع قانون العمل المعروض على مجلس النواب للتوافق على صيغة نهائية بما تضمن الحفاظ على حقوق العمال وضمان نسبة عمل مواتية للاستثمار. كما يوجه الرئيس السيسى لتعزيز الامتثال لمعايير العمل الدولية وضمان توافق التشريعات العمالية وطريقة تنفيذها مع اتفاقيات العمل الدولية والتى صدقت عليها مصر.

يؤمن الرئيس السيسى بأن بناء الوطن والمستقبل لا يمكن أن يحدث على النحو الأمثل، دون سواعد عمال مصر الأوفياء، ووعيهم السليم ومهاراتهم التى تتطور باستمرار.