عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

لا يجد الروس فرصة مناسبة، إلا ويعودون فيها إلى القول من جديد، بأنهم منفتحون على مفاوضات سلام مع الأوكرانيين. 

آخر المرات التى أعلنوا فيها ذلك كانت فى الحادى عشر من هذا الشهر، وكانت المناسبة هى حديث دار حول مؤتمر للسلام فى أوكرانيا تخطط له سويسرا، وتقول إنه يمكن أن ينعقد على أرضها فى منتصف يونيو المقبل، وأنها دعت إليه ما يقرب من ١٠٠ دولة. 

ومثل هذه المعلومات شبه المحددة تشير إلى أن المؤتمر ليس مجرد فكرة، وأنه انتقل من كونه فكرة يدور حولها الكلام منذ فترة، إلى مشروع مؤتمر يجرى الإعداد له بالفعل. 

 ولكن الغريب أن روسيا لم يصلها دعوة لحضوره، مع أنها طرف مباشر فى الحرب الدائرة، ثم إنها طرف بالضرورة فى السلام، ولا أحد يعرف كيف يمكن أن ينعقد مؤتمر للسلام بين روسيا وأوكرانيا، ثم لا يكون الروس حاضرين فيه على الطاولة؟.. والأغرب أن المتحدثة باسم الخارجية السويسرية قالت إن حضور موسكو يمثل ضرورة!.. والسؤال هو: إذا كان هذا هو الحال، وإذا كان هذا هو موقف السويسريين الداعين إلى المؤتمر، فماذا بالضبط يقف فى طريق حضور روسيا؟ 

ويبدو أن موسكو متأكدة من عدم دعوتها، ويبدو أنها على يقين من أن الولايات المتحدة هى التى تمنع دعوتها، ولذلك سارعت فقالت إنها لن تحضر حتى ولو تلقت دعوة، وأن السلام الذى ينعقد من أجله المؤتمر هو سلام أمريكى، وعلى وجه الدقة هو " سلام ديمقراطى أمريكى " أى أنه مشروع سلام تسعى به الادارة الديمقراطية للرئيس الأمريكى جو بايدن. 

ومن الواضح أن شيئا ما  يمنع واشنطن من الحماس لأى مشروع سلام بين روسيا وأوكرانيا، لأنه على كثرة ما جرى طرحه من مشروعات سلام من جانب الروس وغيرهم، لم يلتفت الأمريكان إلى أى مشروع منهم، فضلًا بالطبع عن أن يتحمسوا له أو يسارعوا إلى تبنيه! 

ولا تفسير لعدم الحماس الأمريكى إلا أن الولايات المتحدة ترغب فى إنهاك الطرفين معًا: الطرف الروسى من ناحية، ثم الطرف الأوروبى الداعم طول الوقت لأوكرانيا، وليس الطرف الأوكرانى وحده.. هذا هو التفسير الممكن حتى اللحظة، وإلا، فما هو ذلك السبب الخفى الذى يجعل ادارة بايدن لا تتحمس ولا تلتفت إلى كل مشروعات السلام بين الطرفين، بما فى ذلك مشروع سلام صينى، وآخر ڤاتيكانى تقدم به البابا؟ 

الحقيقة أن هذه هى الولايات المتحدة، وهذه هى طريقتها، وهذا هو أسلوب عملها، وهذا هو نهج عقلها تجاه العالم من حولها.