رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لم يمر تحرير سيناء بالكامل من بوابة نصر أكتوبر فقط، بل بطريق طويل ومفاوضات شاقة ورحلات خارجية ومباحثات أدت فى النهاية إلى استرداد سيناء بالكامل. ووصولنا إلى المشهد الأخير فى سلسلة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية، وشهد يوم 25 أبريل عامل 1982، رفع العلم المصرى على سيناء، واكتمل تحرير سيناء بعد عودة طابا عام 1988 بعد سلسلة قوية من المفاوضات استطاعت الدبلوماسية المصرية إثبات نجاح كبير فيها.

رغم مرور 42 عامًا على تحرير سيناء، فإن هذه الذكرى لا تزال حية فى عقول المصريين، ينتقلون خلالها من فخر معارك النصر والتحرير إلى معارك البناء وقهر اليأس وستظل ذكرى التحرير معيناً لا ينضب تنهل منه الأجيال معانى الكفاح والولاء والانتماء ودرسًا فى الحفاظ على التراب الوطنى بالعمل والاجتهاد والعلم.

خلال 10 سنوات مضت كانت سيناء على موعد آخر من البطولة، فى مواجهة تنظيمات إرهابية سعت لعزل سيناء ورفع الرايات السوداء، مثلما جرى فى دول مجاورة، لكن أبطال القوات المسلحة والشرطة المصرية ومعهم أهالى سيناء، تصدوا للإرهاب الذى تحطم على صخرة بطولات أبنائنا، ليعيدوا أساطير الآباء والأجداد الذين حرروها من الاستعمار لتظل ظاهرة على هذه البطولة وقدرة الشعب المصرى على مواجهة التحديدات والصمود.

ثم شرعت مصر فى معركة تنمية سيناء، حتى توفر لسيناء واقعًا جديدًا يليق بها، وبتضحيات المصريين جميعًا فى سيناء، وفى كل بقعة على امتداد الوطن.

إن تحرير سيناء من الاحتلال ومن الإرهاب كان تحريرًا للكرامة المصرية وانتصارًا لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ.. الشعب المصرى هو بطل هذه الملاحم، فهو الذى قدم أبناءه فى حرب الاستنزاف، ثم العبور العظيم فى أكتوبر «73» وحرب الدبلوماسية، وفى مواجهة الإرهاب، وهو ما يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى دائمًا، وفى كل مناسبة، وبطولات الشرطة المدنية خلال الحرب على الإرهاب، فى السنوات العشر الماضية، ستتحاكى عنها الأجيال لأزمة طويلة مقبلة، بفخر وكبرياء.

ظلت مصر خلال 10 سنوات تتحرك فى سباق ضيق تواجه الإرهاب ومموليه وداعميه، ومنصاته الإعلامية، وترمم اقتصادها وتبنى قدراتها الداخلية وقوتها العسكرية والدبلوماسية إقليميًا ودوليًا وأفريقيًا، وتواجه محاولات مختلفة لبسط النفوذ أو التغلغل فى محيط أمننا القومى، وفى ذكرى تحرير سيناء من الاحتلال والإرهاب، تقدم سيناء الدرس الأهم، الأمل فى تخطى الصعاب والتحديات، طوال عشر سنوات واجهت مصر الإرهاب وهزمته، كما هزمت الفيروس الكبدى الوبائى والعشوائيات، وسارت فى إصلاح اقتصادى صعب، وواصلت بناء قدراتها العسكرية والأمنية بالشكل الذى مكّنها من الصمود فى محيط إقليمى وعالمى مشتعل.

وإننا إذ نحتفل بعيد تحرير سيناء، نتقدم بالتحية والعرفان إلى أرواح شهداء مصر الخالدين، الذين دفعوا ضريبة الدم، فداء للوطن، وإلى المصابين الذين قدموا من أجسادهم وصحتهم، بغير حساب، نقول لهم ولأسرهم: «إن جيلنا والأجيال المقبلة تتعهد بحماية ما حققتموه من إنجاز عظيم، باليقظة والانتباه، والاستعداد الدائم، وبالمزيد من العمل والتنمية والتقدم».