رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يرجع الفضل إلى مجلس شورى النواب الذى أسسه الخديو إسماعيل عام 1866 فى تطوير الحياة السياسية وتهيئة الأجواء للتفكير فى العمل الحزبى رغم كونه كياناً استشارياً، حيث يعتبر بعض المؤرخين أن الحزب الوطنى الذى أنشأه العرابيون عام 1879 أول الأحزاب السياسية فى تاريخ مصر، فى حين يرى البعض الآخر أن هذا التنظيم لم يكن سوى تكتل جهوى، افتقد صفة التنظيم ووسائل الاتصال الكافية مع الجماهير، ولم يكن هدفه الوصول للسلطة، باعتبار ذلك أحد أهم عناصر تعريف الحزب السياسى، بل كان مقاومة النفوذ الأجنبى، وإنقاذ مصر من الإفلاس والدعوة للإصلاح وتنظيم التعليم، وقد انتهى الوجود العملى لهذا الحزب بنفى العرابيين، وخيانة بعض أعضائه من خلال تحالفهم مع الخديو توفيق، ثم جاء الاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882 ليطوى صفحة هذا الحزب من خريطة الحياة السياسية المصرية.

يعتبر المؤرخون، عام 1907 عاماً للأحزاب، فقد شهد ذلك العام موجة من موجات تأسيس الأحزاب فى مصر جعلته يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأحزاب التى تأسست فيه، ولم يتراجع عام 1907 عن المرتبة الأولى إلا بعد ثورة 25 يناير 2011 التى أعقبها تأسيس عدد من الأحزاب غير مسبوقة فى التاريخ المصرى، ومنها حزب الأمة فى 21 سبتمبر 1907، حيث تحولت ثلاثة تيارات سياسية كانت تعبر عن نفسها من خلال الصحافة إلى جانب أحزاب سياسية، أسسه مجموعة من كبار ملاك الأراضى الزراعية وكبار رجال العائلات وبعض رجال السياسة والقانون والصحافة، وكان من أبرز قادته ومفكريه أحمد لطفى السيد مصدر جريدة «الجريدة»، كما شارك فى تأسيسه محمود باشا سليمان وعلى شعراوى باشا وعبدالعزيز فهمى، وقد تبنى الحزب الفكر الليبرالى، ورأى أن الارتقاء بالتعليم وبناء ديمقراطية على أساس من النظام الدستورى الطريق الوحيد لتحقيق رقى مصر واستقلالها.

ثم نشأ حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية فى 9 ديسمبر من العام نفسه، أسسه الشيخ على يوسف صاحب جريدة «المؤيد» وكان حزباً موالياً للخديو عباس حلمى الثانى ومؤيداً له، وقد انتهى الحزب بوفاة مؤسسه عام 1913. وظهر الحزب الوطنى فى 26 ديسمبر عام 1907، أسسه مصطفى كامل صاحب جريدة «اللواء» وهذا المسمى أطلق على التيار المعادى للاحتلال قبل تأسيس الحزب، هذا وقد اعتبر حزب مصطفى كامل قضية الاستقلال الوطنى عمله الأول، وإن كان قد تبنى أيضاً الدعوة إلى الدستور، وتطورت مواقف الحزب فيما بعد وفاة مصطفى كامل فى 10 فبراير 1908، فاكتسبت أبعاداً اجتماعية فى ظل زعامة محمد فريد، فبدأ يهتم بالنقابات العمالية والتعاونيات ومدارس الشعب وغيرها من المشروعات، وقد اضطر محمد فريد لمغادرة البلاد إلى منفاه الاختيارى بين تركيا وسويسر وألمانيا، لكنه ظل زعيماً للحزب حتى وفاته فى نوفمبر 1919.

ظهر بعد ذلك الحزب الوطنى الحر، فى 20 يوليو 1907، أسسه محمد وحيد بك الأيوبى وهو حزب موالٍ للاحتلال البريطانى، واختار جريدة «المقطم» التى كانت تعتبر بمعنى ما لسان حال سلطات الاحتلال فى مصر، لتعلن من خلالها برنامجه، وقد تغير اسم الحزب فيما بعد إلى حزب الأحرار بعد أن أصدر جريدة تحمل هذا الاسم عام 1908، وقد انتهى هذا الحزب فى أغسطس 1910 بعد أن أدين مؤسسه فى قضية تبديد أموال وحكم عليه بالسجن مدة شهرين.

وظهر بعد ذلك الحزب الوطنى عام 1907 وأسسه الصحفى حافظ أفندى عوض ونشر برنامجه فى جريدة المؤيد التى عمل فيها مدة 10 سنوات، وكان برنامجه يتحدث عن التعاون مع سلطات الاحتلال، وقال فيه: «إننا رجال الحزب الوطنى نعتقد أن مصالح مصر وإنجلترا واحدة» ويبدو أن حزبه كان حزباً على الورق فقط، وقد انضم فى يناير عام 1908 بعد تأسيس مصطفى كامل للحزب الوطنى الحقيقى إلى حزب الإصلاح على المبادئ الدستورى.

كذلك تأسس فى ذلك العام حزب صغير حمل اسم الحزب الجمهورى، ودعا إلى إنهاء حكم أسرة محمد على، أسسه عدد من الصحفيين والمثقفين، وكان هذا الحزب يرى أن النظام الجمهورى أقرب النظم إلى مبادئ العدل والإنصاف، ولم يستمر هذا الحزب طويلاً واختفى من الوجود.