رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

نشرت CNN الاقتصادية تقريرًا مهمًا عن صناعة الطائرات وما تواجه من تحديات فى الفترة الأخيرة، وذلك نقلًا عن وكالة رويترز للأنباء.. إذ كشفت أن صناعة الطيران العالمية تواجه ضغوطًا خلال أشهر الصيف، إذ من المتوقع أن يتجاوز الطلب على صناعة الطيران العالمية ضغوطًا خلال أشهر الصيف، إذ من المتوقع أن يتجاوز الطلب على السفر مستويات ما قبل الجائحة، بينما تنخفض تسليمات الطائرات بشكل حاد بسبب مشكلات الإنتاج فى بوينج وإيرباص.. وتنفق شركات الطيران المليارات على الإصلاحات لمواصلة تشغيل الطائرات القديمة والأقل كفاءة فى استهلاك الوقود ودفع علاوة لتأمين الطائرات من المؤجرين، لكن بعض شركات الطيران لا تزال مضطرة إلى تقليص رحلاتها للتعامل مع نقص الطائرات المتاحة.. وفى الوقت نفسه، من المتوقع أن يصل عدد المسافرين على مستوى العالم إلى مستويات قياسية، إذ من المتوقع أن يسافر 4.7 مليار شخص فى عام 2024 مقارنة بنحو 4.5 مليار فى عام 2019.

وقال جون جرانت، كبير المحللين فى شركة بيانات السفر «أو.ايه. جي» «يمكننا أن نتوقع أداء قويًا من شركات الطيران طوال فصل الصيف مع بعض الارتفاع فى تكلفة الطيران».

<< وتوقع الاتحاد الدولى للنقل الجوى (إياتا) فى ديسمبر الماضى ٢٠٢٣ نموًا سنويًا بواقع تسعة فى المئة فى قدرات شركات الطيران العالمية هذا العام، ويبدو هذا التقدير متفائلًا فى أعقاب أزمة السلامة لطائرات بوينج.. وقالت «مارثا نويباور»، كبيرة المساعدين فى شركة «أيرودينامك أدفيزورى»، أن شركات النقل ستستقبل طائرات أقل بنحو 19 فى المئة هذا العام عمّا كانت تتوقعه بسبب مشكلات الإنتاج فى بوينج وإيرباص.

وبسبب النقص فى الطائرات الجديدة، يزدهر سوق تأجير الطائرات، وتظهر البيانات الصادرة عن شركة سيريم أسيند كونسلتنسى أن تكلفة إيجار طائرات إيرباص ايه320-200 نيو الجديدة وبوينج 737-8 ماكس بلغت 400 ألف دولار شهريًا، وهو أعلى مستوى منذ منتصف عام 2008.

قال «جون هيمليك»، كبير الاقتصاديين فى «أير لاينز فور أمريكا» التى تمثل شركات الطيران الأمريكية الكبرى، إن شركات الطيران تنفق 30 فى المئة أكثر على عقود إيجار الطائرات مقارنة بما كانت عليه قبل الجائحة.

<< يا سادة.. ساقنى هذا التقرير إلى «هوجة الترند» حول تصريح نسب لرئيس الشركة القابضة مصر للطيران مهندس يحيى زكريا عن توجه الشركة لبيع صفقة طائرات تم شراؤها فى عام ٢٠١٩ ونظرًا لظهور بعض العيوب بها ستبيعها الشركة وهى صفقة بيع 12 طائرة إيرباص من طراز A220_300..

<< يا سادة... تاريخ الصفقة يرجع لعام 2017 عندما قامت مصر للطيران بعقد صفقة شراء طائرات مختلفة الطرازات وسميت وقتها «بصفقة القرن» نظرًا لكبر عدد التعاقدات التى تمت وقتها فى معرض دبى إير شو.. وكان من بين التعاقدات صفقة شراء 12 طائرة من شركة بومباردية الكندية، وكان طراز الطائرة حينها يحمل اسم CS300s قبل استحواذ شركة إيرباص على الشركة وشرائها وتغيير اسم الطائرة لـA220_300، وكان ذلك بهدف تشغيل الطائرات لصالح شركة إكسبريس وهى إحدى شركات مصر للطيران التابعة والتى كانت تعمل على الخطوط الداخلية والاقليمية متوسطة المدى وجميع مقاعد الطائرة على الدرجة السياحية، والتى اندمجت بعد ذلك مع شركة مصر للطيران للخطوط الجوية بعد إعادة الهيكلة فى أواخر عام ٢٠١٩.. فى نفس العام وقبل المعرض وداخل المعرض وخارجه تعاقدت العديد من شركات الطيران العالمية على شراء هذا الطراز من الطائرات قبل أن تتعاقد عليه مصر للطيران، فقد كانت مصر للطيران الشركة السادسة على مستوى العالم التى تمتلك الطائرة A220_300. وقد بلغ عدد الطلبيات فى أوائل العام الحالى حوالى ٩١٤ طائرة لأكثر من ٣٠ شركة طيران عالمية.. ويحمل هذا الطراز من الطائرات العديد من المميزات أبرزها انخفاض معدل استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات والضوضاء.. هذا وقد لاحظت جميع شركات الطيران المشغلة لهذا الطراز A220-300 أنه على الرغم من مميزات الطائرة إلا أنها تعانى من مشكلة فى المحرك؛ مما يتطلب ضرورة تغييره أكثر من المعدلات الطبيعية.. وفى ضوء انخفاض الصلاحية الفنية للمحركات وإرسال شركات الطيران شكواهم لشركة إيرباص بدأت الأخيرة فى العمل على حل المشكلة بالتواصل مع الشركة المصنعة لمحرك الطائرة ولكن نظرًا لظهور جائحة كورونا فى هذا التوقيت كانت هناك صعوبة فى إنتاج وتوريد المحركات لشركات الطيران لتغييرها.. مما أدى إلى توقف أعداد كبيرة على مستوى العالم من الطائرات المستخدمة لذات المحركات ومنها توقف طائرات مصر للطيران حتى وصلت فى بعض الأحيان إلى إيقاف تشغيل ١٠ طائرات فى انتظار تغيير المحرك نظرا لعدم توافره فى حينه...

<< وبناء على ذلك قامت مصر للطيران بالتعاون مع شركة إيرباص لوضع جدول زمنى لتغيير المحركات بالتنسيق مع الشركة المصنعة للمحرك، ونظرًا لعدم وجود ميعاد محدد لحل هذه المشكلة بشكل نهائى، قامت مصر للطيران عام ٢٠٢٣ بعقد صفقة تضم ٢٨ طائرة جديدة وذلك خلال معرض «دبى اير شو» فى شهر نوفمبر من العام الماضى، حيث قامت بالتعاقد على شراء ١٠ طائرات من طراز إيرباص A350 ذات البدن العريض وتوقيع عقد إيجار تشغيلى لعدد ١٨ طائرة من طراز بوينج B737/800 Max. 

<< كما قررت إدارة الشركة بيع الـ12 طائرة A220_300 لشركة ازورا الأمريكية وهى إحدى شركات إيجار الطائرات العالمية.. ذلك القرار الذى جاء بعد إعداد دراسات الجدوى ودراسة الاقتصاديات اللازمة، لتتماشى مع خطة الشركة الوطنية بالتوسع فى شبكة خطوطها الجوية وزيادة الحمولة التجارية والوصول لوجهات جديدة مما يمكنها من زيادة أرباحها وتحديث أسطولها الجوى بما يتناسب مع مكانتها بين جميع شركات الطيران العالمية.

<< يا سادة.. هذا هو واقع ما قامت به الشركة الوطنية مصر للطيران شأنها شأن كل شركات طيران العالم التى تحدث عنها «تقرير رويترز» أكبر وكالة أنباء تمثل المجتمع الغربى.. ولكن لأنها مصر للطيران التى تحمل بين ثنايا اسمها إسم الحبيبة مصر فكان لا بد أن يتحول أى عمل فى الصالح لا يروق لأصحاب المصلحة والبيزنس إلى ترند ضد الوزير ورئيس الشركة دون البحث أو التواصل مع أصحاب الشأن لفهم ما دار ويدور فى شأن هذه الصفقة.. وتبارت الأقلام تركب الترند واللجان الإلكترونية تشير وتذيع وتنقل هنا وهناك ولا ننسى وضع الفلفل والبهارات الذى يسىء لأناس لم يحضروا الصفقة ولكنهم شأنهم شأن كل الشركات العالمية..حافظوا على أرواح البشر التى هى أهم من مليارات الدولارات ودرسوا وبحثوا أيضاً مثلهم مثل شركات الطيران العالمية بيع الصفقة حتى ولو بالخسارة بدلًا من ركنة الطائرات التى يتضاءل ثمنها عامًا تلو الآخر.. من النقص الشديد فى المحركات بل وفى الطائرات الذى أشار إليه تقرير رويترز لوجود عيوب قاتلة فى إنتاج شركات بوينج وإيرباص تؤخر تسليم الطائرات وأدت إلى عجز يواجه الصناعة بأكملها.

<< يا سادة.. هذا باختصار شديد ما حدث مع صفقة الـ١٢ طائرة التى شغلت الرأى العام وأصبحت ترند فقط لأنها تحمل اسم مصر.. وأنا هنا لست مدافعًا عن أحد كما أننى لست جهة تحقيق فإذا كان هناك فساد أو خطأ أو إهمال فليحاسب المقصر أو المتسبب ولدينا جهات يشار لها بالبنان فى هذا الشأن.. أما إذا ثبت أن ما تم هو فى صالح الشركة.. فهنا لا بد وحتمًا من «رد اعتبار» لهؤلاء الذين تحملوا وزر لم يقترفوه ولكن ذنبهم أنهم كانوا أمناء فى إعلان الحقيقة التى تم تحريفها وتجريفها لتخرج عن سياقها وتدخل فى سياق الكارهين المتربصين لكل ما هو وطنى.. أما هؤلاء فقد بحثوا واجتهدوا والله من وراء القصد.. أما من تصيد وحرف وشنع وركب الترند.. «فلابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم.. وأسود على كل ظالم».

<< يا سادة.. الشركة الوطنية مصر للطيران واحدة من الأسماء التى تدفع فى كل وقت فاتورة أصحاب المصالح والمنتفعين، فما بين الحين والآخر نجد هجمات شرسة تنال من الشركة الوطنية وآخرها هذا الترند.. يحدث هذا مع شركة لم تتخل عن واجبها الوطنى رغم أن الحكومات المتتالية لا تقدم لها أى دعم مثل الدول التى تدعم شركاتها الوطنية.. بل تترك أصحاب المصالح والمنتفعين ينهشون فى جسدها الهزيل الذى أنهكته الخسائر المتتالية بفعل الثورة وضرب السياحة وأطماع أصحاب الهوى والفاشلين فى الانقضاض على الشركة لصالح فئة معينة بحجة دعم السياحة.

<< همسة طائرة.. رسالة إلى خفافيش ظلام كل مرحلة وعصر الذين يركبون كل موجة من أجل مصالحهم ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.. ارحموا مصر: شعبها وجيشها وشرطتها وشبابها.. ارحموا الشركة الوطنية التى تحمل علم مصر شمالًا وجنوبًا.. شرقًا وغربًا.. أزمات كثيرة مرت بها مصر للطيران وظلت شامخة وعلم مصر يجوب العالم.. العاملون بها هم سفراء لمصر فى كل بلاد العالم وانتماؤهم بلا حدود.. حتى وإن ظلت شركتهم تميمة هواة الترند.