عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحيق مختوم

حظيت البقرة باهتمام كبير فى الأديان والحضارات القديمة، المصريون أول من اخترعوا عبادتها فقد كانت ترمز للإله حتحور، وهى تعتبر إلهة السماء، الحب، السعادة، الجمال، والأمومة، وانتقلت هذه القداسة إلى حضارات العالم القديم فالديانة الهندوسية تبجّلها وتعبدها، والمدهش تسرب هذه القداسة العجيبة إلى الأديان الإبراهيمية!! 
ففى المسيحية ترمز إلى ذبيحة الصليب، وذلك كون المسيح قدَّم نفسه فداءً عن خطايا كل بنى ادم، وهى اسم أكبر سور الذكر الحكيم، اما فى اليهودية فهى ركن أساسى فى صلب العقيدة وينتظر ظهورها كعلامة كبرى من علامات نهاية الزمان. 
فعلى مدى التاريخ القديم تمكن اليهود من التطهر بـ9 بقرات فقط كانت الأخيرة منذ أكثر من 2000 سنة وهم يبحثون عن هذه البقرة المعجزة التى لها شروط استثنائية نجد لها وصفًا دقيقاً كما جاء فى سفر العدد، وهى بقرة حمراء نقية تماماً من اى لون آخر صحيحة ولا شية فيها، وألا تكون استخدمت فى الزرع أو الحرث فوفقًا لنبوءة الكتاب المقدس سيكون هناك هيكل ثالث فى أورشليم وهو هيكل آخر الزمان. 
يحيى اليهود الحريديم بكافة أطيافهم، ذكرى خراب الهيكل والذى يوافق 9 أغسطس حسب التقويم العبرى ويعتبر يوماً مقدساً يجب الصيام فيه، لذا أجمع كل من حاخامات الأشكناز والسفارديم على أن إعادة بناء الهيكل هو أمر إلهى لا دخل للإنسان فيه ولا يحق لهم أن يعملوا من أجل إعادة بنائه من جديد،  لأن الهيكل يبنى فى السماء وتنزل به الملائكة من السماء لتضعه فى مكانه على جبل الهيكل عند نزول المسيح، وهنالك فتوى مشتركة تحرّم دخول جبل الهيكل وتحذر كل من يخالف الفتوى بأنه يرتكب خطيئة لكن حركة الصهيونية الدينية وجماعات الهيكل تضغط بكل قوة لتغيير هذه الفتوى وتسعى جاهدة لتبنى الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والسماح للمتطرفين بالصلاة داخله وتحاول طرد الأوقاف الأردنية. 
يتوق غالبية اليهود ومعهم البروتستانت للعثور على «أدومَّا» البقرة المقدسة لحرقها وخلط رمادها بالماء من أجل التطهير الطقسى، عندئذ يدخلون الهيكل الثالث ويعود المسيح المنتظر ويقف وراء كل ذلك الجنون ايتمار بن غفير وزير الأمن الداخلى بالرغم من أن هناك تحذيرات استخباراتية وامنية إسرائيلية رفيعة المستوى تحذر من محاولة تغيير الوضع القائم سيؤدى بشكل حاسم إلى انتفاضة ثالثة أو رابعة وربما تتسع لحرب دينية شاملة ستأكل الأخضر واليابس لكن نتنياهو الضعيف لا يسمع ولا يرى، فهو أسير ذليل لدى غلاة المستوطنين ويعمل وفق مصلحته الشخصية الضيقة. 
كل مرة تتم محاولة المساس بهوية الحرم القدسى الشريف يحدث ما لا يحمد عقباه، كما حصل فى هبة البراق عام 1929، وكذلك الانتفاضة الثانية عام 2000 ثم “هبة الكرامة” فى 2021، التى ثار فيها الفلسطينيون على طرفى الخط الأخضر. 
أعتقد أن العبث ببرميل بارود الأقصى سيحرق الجميع ولن تقوم لهذا الكيان الغاصب قائمة بعدها، فهذه ليست قضية فلسطينية فقط وانما قضية عقدية لأكثر من مليار والنصف مسلم فهل يستطيع عقلاء الغرب لجم كباح اولئك الاغبياء الموتورين.
قُتِلَ الإنسان مَا أَكْفَرَهُ.