رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب فى مبناه الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة حدث تاريخى بمنزلة تدشين الجمهورية الجديدة رسميا لانتقال سلطات الدولة بعد 1050 عاما ظل فيها مقر الحكم فى مدينة القاهرة منذ دخول الفاطميين البلاد فى عام 969 ميلادية.
منذ أكثر من ألف عام ومدينة القاهرة تتقلب بين حضارات وحكام وثقافات مختلفة، عام 969، قرر القائد الفاطمى جوهر الصقلى بناء مدينة لتكون عاصمة للحكم ومقاليده شمالى مدينة الفسطاط وبناها فى ثلاث سنوات وأطلق عليها اسم «المنصورية» ثم جاء المعز لدين الله الفاطمى فى عام 972 ميلادية وجعلها عاصمة لدولته وسماها «القاهرة» وأقام فى القصر الذى بناه «جوهر»، وفى اليوم التالى خرج لاستقبال مهنئيه وأصحبت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية وكانت مساحتها على نحو 340 فدانا وشرع «الصقلى» فيما بعد فى تأسيس الجامع الأزهر ما أثر فى تطورها وتثبيت أساساتها وأحيطت العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل لها أبوابا من جهاته المختلفة من أشهرها «باب زويلة» و«باب النصر» و«باب الفتوح».
سكن القاهرة بشر من كل الأعراق والأجناس وترك الجميع أثره وبصمته لتتشكل فى الآخر «القاهرة التاريخية» بكامل بهائها وسحرها الحالى، فإلى جانب ما بقى فيها من آثار تعود إلى عصور قديمة تحفل المدينة أيضا بنماذج معمارية فريدة تعد نموذجا للعمارة الإسلامية، إذ تجمع بين جنباتها عددا من الآثار من عصور الأمويين والطولونيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين وصولا إلى عصر محمد على وأسرته، وتتضمن منطقة القاهرة التاريخية مناطق الفسطاط ومصر العتيقة والمنطقة الوسطى التى تشمل القطائع والمدينة الملكية الطولونية ومنطقة القلعة والدرب الأحمر والنواة الفاطمية وميناء بولاق وجامع الجيوشى. وأدرجت المنطقة على قائمة التراث العالمى عام 1979، بناء على توصية المجلس الدولى للآثار.
وبافتتاح العاصمة الإدارية الجديدة تنتقل مقاليد الحكم من القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة للمرة الأولى بعد أن أصبحت القاهرة عاصمة لمصر قبل 1050 عاما. وأعلنت مصر بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة فى مارس 2015، وبدأ تنفيذها فى 2016، على مساحة 22 ألف فدان شرقى القاهرة بهدف تخفيف الضغط على مدينة القاهرة والتمدد العمرانى بالصحراء الشرقية بشكل مخطط وحضارى.
ومنذ اليوم الأول من الإعلان عن العاصمة الإدارية توجهت أنظار المستثمرين إليها فاحتضنت المدينة أفخم العلامات الفندقية حول العالم وهو ما يؤكد مستقبل المدينة الكبير، حيث تخطط مصر لتحويلها إلى مركز سياحى عالمى يعتمد على أنواع مختلفة من السياحة على رأسها سياحة المؤتمرات وسياحة التسوق والسياحة التعليمية والطبية من خلال إنشاء العديد من الجامعات العالمية.
لا شك أن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة يعد حلم مصر المستقبل لتحقيق أهداف رئيسية فى أن تكون مدينة خضراء ومستدامة ومدينة للمشاة ومدينة للسكن ومدينة متصلة يراعى فيها تدرج جميع شبكات النقل والمواصلات، ومدينة ذكية تقدم جميع الخدمات الكترونيا ومدينة للأعمال والمال.
كما تعتبر مشروع العصر لأنها تعكس صورة مثالية عن المستقبل والتقدم على الصعيد الاقتصادى والثقافى والاجتماعى وأيضا الحضارى وهى تحول شامل لمستقبل المبانى والخدمات والمشاريع القومية الضخمة فى مصر.
كما جاء حلف الرئيس السيسى اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة من داخل مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة إعلانا لتدشين المقر الجديد للمجلس بعد 158 عاما من افتتاح المقر التاريخى للمجلس بمنطقة وسط القاهرة فى عهد الخديو إسماعيل عام 1866، ومن شارع قصر العينى فى وسط القاهرة إلى قلب العاصمة الإدارية انتقل «النواب» المصرى لمقره الجديد الذى يقع على مساحة 109 آلاف متر، وهى مساحة تصل إلى ثلاثة أضعاف مساحة المقر القديمة مع قاعة رئيسية تتسع لنحو ألف عضو، وشيد المبنى التاريخى لمجلس النواب على طراز يجمع بين الأساليب المعمارية الأوروبية فى أواخر القرن التاسع عشر والتأثيرات الإسلامية فى العمارة والفنون وهو التصميم الذى استوحيت منه فكرة تصميم المقر الجديد بالعاصمة الإدارية.
وتعد المراسم التاريخية لتنصيب الرئيس السيسى لفترة ولاية جديدة من مقر البرلمان فى مبناه الجديد هى بشرى بجمهورية جديدة لحصد إنجازات عقد مضى من العمل الجاد واستكمال مسيرة البناء والتنمية وتعزيز الأمن والاستقرار.