رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

فى وقت متقارب قامت إسرائيل بعمليتين هما الأجرأ والأكثر خطورة على صعيد تجاوز الأعراف والقوانين الدولية، بعيدًا عن تطورات الموقف بشأن الحرب الجارية على الفلسطينيين فى غزة رغم تعلق العمليتين بذلك الوضع.
العملية الأولى هى قصف القنصلية الإيرانية فى سوريا ما أدى إلى مقتل سبعة من كبار ضباط الحرس الثورى الإيرانى على رأسهم قائد فيلق القدس محمد رضا زاهدى. والثانية هى تلك التى أدت إلى مقتل سبعة أيضًا ولكن من موظفى الإغاثة فى غزة فى هجوم نادر ادعت إسرائيل انه عن غير قصد وهو ما أدى إلى تعليق أعمال منظمة المطبخ المركزى العالمى بسبب العملية.
وفى معرض تحليل الدوافع وراء تلك العمليتين ترد على ذلك النهج الذى يكشف ويؤكد فكرة العربدة الإسرائيلية فى المنطقة عدة ملاحظات أولها أن إسرائيل تتحول وبشكل واضح إلى أحد أسباب التوتر الإقليمى بل والعالمى، حيث إن الوضع الخطير الذى تشهده المنطقة منذ أكثر من خمسة شهور بعد طوفان الأقصى إنما جاء بسبب السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، هذا فضلًا بالطبع عن تجذر تلك الحالة على مدار عقود بسبب إسرائيل وإصرارها على عدم منح الفلسطينيين حقوقهم.
من ناحية ثانية، فمن الواضح أن تعثر تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة فى ظل الصعوبات التى يواجهها نتانياهو داخليًا ربما دفعته إلى القفز فى الهواء بخطوة يهدف من خلالها إلى توسيع نطاق الحرب بما قد يغير من موقف الولايات المتحدة والتى تتحفظ على سياساته.
من الملاحظات الأخرى على تلك العملية غياب رد الفعل الدولى المندد بتلك العملية على القنصلية الإيرانية وهو ما يشير إلى حالة نفاق دولى، حيث من المتوقع أن يكون الموقف مغايرًا فيما لو كان الأمر عكسيًا ممثلًا فى هجوم إيرانى على هدف مدنى إسرائيلى.
من المتوقع أن تؤدى تلك العملية إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار فى المنطقة، حيث لن تمرر إيران الأمر دون رد وهو ما يبدو فى موقف واشنطن التى حرصت على النأى بنفسها عن العملية فى ضوء توقع أن تنال عمليات الإنتقام الإيرانية من القوات الأمريكية سواء فى سوريا أو العراق.
أما على صعيد العملية ضد فريق الاغاثة فرغم تنوع جنسيات القتلى وأغلبهم غربيون، إلا أنه من الملاحظ فتور رد الفعل الغربى واقتصاره على المطالبة بتحقيق فى الأمر وسط توقع بألا يكون لذلك من تأثير فعلى على السياسات الإسرائيلية تجاه عمليات الإغاثة والتى تستهدف وأدها لزيادة الأوضاع سوءًا على الفلسطينيين من أجل دفعهم إلى الهجرة طوعًا إلى الخارج.
يفرض ذلك الوضع التساؤل حول مدى تحول إسرائيل إلى قوة مهيمنة فى الإقليم يشابه وضع القوى الكبرى فى النظام الدولى وهو تساؤل يجد مبرراته فى ضوء ضعف ردود أفعال الجانب العربى على المجازر الإسرائيلية ضد الأشقاء فى غزة.
مؤدى ذلك دون كثير اجتهاد أن إسرائيل ربما لا تفهم سوى لغة القوة وأنها تمارسها بذكاء وبشكل يعزز مركزها الإقليمى والدولى ومن المتصور أن غياب رد الفعل على ذلك النهج قد يعزز شعور تل أبيب بقوتها وخصوصية وضعها.. ولعل فى ذلك درس هام للعرب علهم يسارعون إلى تحديد سبل مواجهته... لو كان الأمر يشغلهم من الأصل! 
[email protected]